أقف مرتكزاً على الكرة الأرضية
و أحمل في راحتي الشمس
هكذا أقف بين كرتين
الأرض و الشمس
.
تعاريج المخ و أغواره
عميقة كالمناجم
منها أستخرج كالفحم
و أصهر كالفولاذ
سفناً تشق المحيط
و قطارات تجوب اليابسة
و امتداد للطيور أصنع الصواريخ
كل هذا قد استخرجته
من كرة مستديرة كالأرض
في رأسي
رأسي قرص للشمس
يشع ضياء و سعادة
يبعث الحياة في الأرض
و يعمرها بالبشر
.
ما الأرض بدوني ؟
كرة جدباء منبعجة
ضلت في الفراغ اللانهائي
ورأت في القمر كما في المرآة
صورة قبحها و خوائها
.
من شدة وحشتها
خلقتني الأرض
و في لحظة حزن جارف
وهبتني الكرة , الرأس
فكم تشبه الشمس و الأرض
.
و أذعنت لي الأرض
فوهبتها الجمال
خلقتني الأرض
فأعدت خلقها
أجمل و أنضر و أروع
كما لم تكن أبداً من قبل
أقف مرتكزاً على الكرة الأرضية
أحمل في راحتي الشمس
عبري
تهبط الشمس إلى الكرة الأرضية
و تصعد الأرض إلى الشمس
.
من حولي يدور كالأرجوحة الملونة
كل ما صنعته يداي
و تدور المدن
و كتل المنازل
و أسفلت الساحات
و الجسور محملة بالبشر و بالعربات
من حولي الطائرات و السفن
و الجرارات و الآلات
و الصواريخ , كلها تدور حولي
.
و هكذا أقف
رائعاً , حكيماً , صلباً
مفتول العضلات قوي البنية
أنبت من الأرض حتى أبلغ الشمس
و أهدي بسماتها
للمعمورة
شرقاً و غرباً
شمالاً و جنوباً
.
. . . هكذا أقف أنا الإنسان
*
مختارات من الشعر السوفييتي – ترجمة عبد الرحمن الخميس و آخرين – دار رادوغا – 1985
*