الأسود حالماً بالحرية  – هنري لونغفلو – ترجمة: محمد كمبال 

أشخاص:

يرقدُ الأسودُ 

بجانب الأرز قبل الحصاد 

ومنجله في يده

عاري الصدر 

وشعره مدفونٌ في الرمال 

وفي تلك اللحظات 

تماماً وهو ناعس

يحلم بتلك الأرض حيث ولد

ممدة في أحلامه

حيث يعبر نهر النيجر 

وتحت أشجار البالم

حيث مشي الملك

وسمع أجراس القوافل 

خلال الجبال 

رأى مرة أخرى الملكة

ذات العيون السود 

تقف بين أطفالها 

وعندما لمسوا عنقه وقبلوا خده

وصافحوا  يده

لم يجد إلا البكاء جواباً 

وبعدها ركض مسرعاً على ضفة النيجر 

كان لجامه ذهبياً 

ومع كل قفزة كان يسمع صوت الحديد 

يضرب خاصرة الحصان 

الذي ما زال فحلاً 

ذي اللون الأحمر كالدم 

 وطائر الفلامنجو الذهبي

    طوال اليوم يحلق بعيداً

    حيث ينمو التمر هندي 

    هناك من الأعالي 

     يحدقُ في أكواخ العبيد 

     ومنظر الخليج

      يلوح في الأفق 

     هناك في الأماسي يزأر  الأسد 

    ويصرخ الضبع أيضاً 

    والحصان بجانب النهر 

    يكسر بخطاويه قصب السكر 

    خلف النهر المخفي

    التي تعبر كالطبول العظيمة 

   خلال أحلامه بالحرية 

   وتصرخ الغابات بالحرية 

  والصحاري الممتدة

   تصرخ أيضاً بالحرية 

   وهو في أحلامه 

   يسمع صرخات الصحاري البعيدة

  والعواصف المرحة التي تشاركه الحرية 

   كأنه يوماً لم يذق ألم السوط 

   ولا حر أيام العبودية 

   لأن الموت ممزوج بطعم النعاس 

    وجسده ممدد الآن 

    وقد تحررت الروح أخيراً.   





*نص: هنري لونغفلو
*ترجمة: محمد كمبال 

زر الذهاب إلى الأعلى