هايكو: النجوم تنصب شباكها – ريتشارد رايت – ترجمة: عادل صالح الزبيدي

إنّني لا أحد

شمس خريفية آفلة

أخذتْ اسمي.

*

لكِ أيتها النوارس

أطلب مياه رمادية

وهذه السماء الرصاصية.

*

أيتها القطة النيقة

اغفري لي هذا المطر الربيعي

الذي يثير اشمئزازكِ هكذا.

*

في صباحات الشتاء

تظهر الشمعة آثاراً باهتة

لأسنان جرذان.

*

من سقف من الآجر الأحمر

تلعق قطة خرزات ندى

في فجر رطب.

*

نصل سكين مدمى

تلعقه قطة

في وقت نحر الخنازير.

*

صوت المطر

تمحوه بين الفينة والفينة

سعلة لزجة.

*

الربيع يسير وئيداً

في رائحة لوح رطب

يتفسّخ في الشمس.

*

خوخة ناضجة متفجرة

تكوّن بركة على ورقة

تشرب منها العصافير.

*

مطر كاف تماماً

لأن يجلب رائحة الحرير

من المظلات.

*

متسلق متلو

منحدر نحو شروق الشمس

ملتف على نفسه.

*

الرجل المسلول

الذي يسكن في الغرفة قبالتي

لم يسعل اليوم.

*

الغيوم الصفراء المنتفخة:

بين قصفات رعد الربيع،

سكنات بيضاء عميقة.

*

الغسق الخريفي البارد

يزدادُ برودةً مع اشتعال

الأضواء الصفراء في ناطحات السحاب.

*

الورق الجاف ذو الحفيف

مُطلقاً حفيفه في غرفة فارغة

هو جبل بارد.

*

النجوم تنصب شباكها

في قعر النهر الربيعي

لتلتقط كسراً من الفولاذ الأزرق.

*

ريح شتائيَّة هائجة

تمزّق نفسها إربا

على أسيجة من الأسلاك الشائكة.

*

من الغابة ليلاً

يأتي صوت شيء يمشي

فوق الأوراق الساقطة.

*

من أسفل البيت

تأتي قطتي ذات الفراء الغسقي

والشوارب من نسيج العنكبوت.


*نص: ريتشارد رايت
*ترجمة : عادل صالح الزبيدي

زر الذهاب إلى الأعلى