فروغ فرخزاد – تتشَمْسن

انظرْ كيف أرى كآبة أعماقي‏

قطرةً قطرةً تذوب، ‏

كيف ظلي الأسود المتمرد‏

أصبح أسيراً في يد الشمس.‏

انظرْ‏

وجودي كلّه تهدّم‏

ابتلعَ شراراتي‏

خذني إلى القمة، ‏

وإلى الهاوية جرجرني.‏

انظرْ‏

سمائي كلّها مليئة بالشهب.‏

أنتَ جئت من البعيد البعيد‏

من أرض العطور والأنوار‏

أجلستني في زورق من عاج‏

من غيوم، بلّور.‏

خذني، أملي، سلواي‏

إلى مدينة قلبي‏

إلى مدينة الشعر واللوعة.‏

إلى طريق محفوفة بالنجوم اقتدتني‏

وأجلستني وراء نجمة.‏

انظرْ‏

أنا محترقة بالنجوم‏

صرت طافحة بالنجوم ومحمومة‏

زرعت النجوم في برك الليل‏

كسمكات حمر بسيطة القلب.‏

كم كانت أرضنا من قبلُ بعيدة‏

في حجرات السماء،‏

الآن، مرة أخرى، يصل صوتك‏

إلى مسامعي‏

صوت الجناح الثلجي للملائكة.‏

انظرْ إلى أين وصلت أنا‏

إلى المجرة‏

إلى قبة السماء‏

إلى الخلود.‏

الآن وقد بلغنا القمة‏

عمدني بنبيذ الأمواج‏

لفّني بحرير قبلاتك‏

نادِ عليَّ في آخر الليل‏

لا تهجرني ثانية‏

لئلا أنفصل عن هذه النجوم.‏

انظر‏

كيف شمع الليل‏

على طريقنا، قطرة قطرة‏

يذوب‏

إلى طياتك الدافئة‏

التي على مهود شعري‏

تنام‏

مترعة بالنبيذ‏

انظرْ‏

أنت تتنفس‏

وتتشمسن.‏

__________

*أي تصبح شمساً

*

ترجمة: ناطق عزيز – أحمد عبد الحسين

مخـتارات من كتاب: (عمدني بنبيذ الأمواج)

الناشر: (اتحاد الكتاب العرب)2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى