أسامة بدر ـ الليلة

الليلة
استضفتُ ريحا طيبة على العَشَاء
في الحقيقة
كانت بضع نسمات هاربة من عاصفة لاذت بنافذتي
قلت أربيها لوقتها
حين اشتدت قليلا
صرت أبعثها بعيدا
هناك لقريتنا الصغيرة
لما الفلاحون يزرعون أيديهم مع شتلات القمح
فتنبت السنبلة يحرسها ملاكان
وحيث الموتى ينامون في جدران البيوت
ويدسون أنوفهم في شئوننا الخاصة
كانت الريح تزورهم جميعا
وتعود لي بأخبارهم
أحيانا كانت تمر على البحر
فتعلق بها مواويل الصيادين
وأنين الأسماك في شباكهم
وأحيانا كانت تأتى متأخرة بعد العِشَاء
فتسقط منها دعوتان من دعاء أمي في الصلاة
أحبتْ الريحُ قريتنا كثيرا
فكانت تروح وحدها وتجيئ
الليلة .. في هذه العاصفة
قلت لها : “لا تخرجي … نامي هنا”
آوت الريح ليدي حزينة
أعرف شعورها جيدا
كانت الريح مثلي
تشعر بغربة شديدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى