دوريان لوكس – مشعل النيران

إلى رايموند، ابن أختي

*

منذ الصباح وهو يشعل صندوقاً

كاملاً من أعواد ثقاب (سايفواي)، تلك

التي رسمت عليها وجوه الرؤساء

بالأحمر والأزرق والأبيض.

لا يرضيه عود واحد كل مرة.

يحبّ أن يشكّ الرزمة كلها في المنفضة

ويشعلها كلها دفعة واحدة، الشعلة على بعد

أقل من إنش من أصابعه

بينما يحترق آباء الأمة.

لا تعنيه الديموقراطية،

أو حتى الفوضوية، أو الرسالة التي

داخل كل رزمة التي تعده بالالتحاق بمدرسة فنون

بنصف الرسوم إذا ما أكمل رسم وجه امرأة

وقام بإرسال الرسم. يحترق عنوان الشارع،

والرمز البريدي ورقم الهاتف، وتواريخ ميلاد

ووفاة الرؤساء،

ووجه المرأة غير المكتمل. أخشى

أن يفعل ذلك حين لا أكون متواجدة لأمنعه

من إشعال الستائر والكنبة.

يشعل عوداً بعد الآخر، محرقة صغيرة

على طاولة المطبخ. أظن ينبغي أن أخبره

حكاية بروميثيوس والنسر، وعن النيران

الضارية التي تشتعل الآن في تلال أوريغون.

أريد أن أقوم بما يفترض بي

القيام به وأن أبث الخوف فيه، لكن وجهه

يلمع، متوهجاً بالقوة،

ولا أستطيع إبعاد ناظريّ عن الضوء.

*

ترجمة:سامر أبوهواش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى