سوسن الغزالي – تداعيات الغروب


شمسٌ تخلعُ آخرَ ألوانِها
وكالتّركةِ
تتنازَعُها غيومُ المساء

شمسٌ كسيِّدةٍ عصريةٍ
تُغوي كلَّ ما حولَها
حدَّ الأحلامِ
عاريةٌ إلّا من حزنِها
أسلمَتْ نفسَها للبحرِ
لحظةُ انعتاق
حلمٌ كالضّوء
ضوءٌ كالماء

لم تعُدْ شمساً تماماً
و لا بحراً ..

شرفةٌ وبحرٌ
ومشهدٌ يحتفلُ بكَ
لأنّكَ تصرّ على البقاءِ
على قيدِ الوقت

دمع ينسلُّ من جدرانِ المساءِ
ويحاصرُ آخرَ قلاعِ النورِ

تشرِّدُك رائحةُ النّعناعِ
وتضيءُ فسحةً للعيشِ الهنيءِ
وتفتحُ أمامَك بوابةً سريّةً
فيندلِقُ الأخضرُ عليك

من أجلِ حياةٍ أكثرَ اتساعاً
أمتدُّ غابةً تحتَ الماءِ
من أجلِ حياةٍ أكثرَ سعادةً
أخبّئُ الرّيحَ في جيبي الصّغيرِ

في السماءِ قمرٌ حزين
فزاعةُ العشّاقِ والخائفين

هناكَ على الرّمالِ
جسدٌ وليد الرّغباتِ اللّقيطةِ
شراهةُ البحرِ في المدّ

سمكةٌ ترفو جسدَ الموجةِ
موجةٌ يرتعدُ لها البحرُ
بحرٌ هو العاشقْ

رمالُ الوقتِ تنفَدُ
الوقتُ ينهبُك من الدّاخلِ
تتآكلُ من حولك الدوائرُ
ولا وقتَ لك يا صاحبي
لتنجو من الوقت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى