مرثاة نعيم الشطري
الصيفُ صديقُكَ القديم
يُبَذِّرُ مُدَّخراتِه مِن السابلة
وأنتَ تلمعُ في ظهيرةِ الكُتُب
كفارسٍ قوقازيٍّ نبيل
تقفُ على حجرٍ نادرِ الحدوث
وتهتفُ :
أيُّ ماءٍ مؤلمٍ هذا ؟
العميقونَ أصدقاؤك
طوالَ التوحُّشاتِ السابغة
يُغدقونَ عليكَ مصائرَهم
وأنتَ منذ خمسينَ رصيفاً
تنتظرُ البرابرة
إذّاك
كنتُ تُسَقِّفُ شارعِ النهرِ بالضحِكات
وتقترِضُ سيجارةً من المتنبّي
تتركُ كأساً لزائرٍ قد يأتي آخِرَ الليل
وتبحثُ عن حفيدٍ لحزنِكَ الأبيض
كي يسرِدَ وجهَكَ للأرصفة
مُتَّهمٌ بالبلادِ أنتَ
ومأخوذٌ بوسامةِ الغياب
فمَن أوصيتَهُ (برأسِ المالِ) أيها الرفيق ؟
من أوصيتَه بالمتنبّي
و (فاتكُ ) يكمُنُ له في نهايةِ القصيدة
مَرةً قلتُ لك
: الجبالُ دماملُ الأرض
والمطّاطُ دمعُ الأمَزون
فمن سيعطيكَ سهولاً
تتأكدُ فيها مِن غزارتِك ؟
جنودُ الإمبراطوريّاتِ مرّوا عليك
يتعثّرونَ بحروبِهم الأليفة
فوجدوكَ ملتحِفاً بالغمامِ الشهيِّ
يطوفُ عليكَ وُلْدانٌ مُفَنَّدون
وتتّخذُكَ الأنهارُ بوّاباً لأحزانِها الطويلة
…………………………………………
أجود مجبل/كانون ثاني/ 2012