إنه يجهل قوانين المدينة
حيث أخذه القدر،
منبعٌ للأبدية المُخترَعة،
وكاد أن يكون ظلا نقدّمه
للسماء الأكثر وسعاً،
سماء الحديقة.
ينبوعٌ اصطناعي، اللحظة في دائرة،
شكلُ الدائرة يرتفع، يرتفع ويهبط مجدداً،
الماء في كل هذا،
هكذا تكون المسودّة،
ويفيض،
هذه طريقته في ذكر حدائق الجنوب،
تلك التي جمالها لا يكلّ.
في هكذا مشهد، وأكثر من مرة،
كمن يضع صدفة على أذنه
لكي يسمع همسها،
إلا انه في النهاية خلط بينه
وبين إيقاع قلبه،
ينبوع انبثق من أرض الزمن المديد،
أبواب عندما تُفتح تذكّرنا بشذى الغابات.
* * *
كم من مرة، بينما كان تائها
في أحلامه،
رأى نفسه أمام الكثافة ذاتها،
كثافة الغابة،
اندفاعٌ من الصعب لجمه،
هفوة تلغيه من النزهة،
وتأخذه الى النور،
عند حافة البئر
حيث يكتسب،
ينبوع يقظٌ،
عدمَ الرؤية إزاء بعض الأوراق
وقد وصل للتو، وقد يكون عائدا
من أقاصي الأزمنة.
يعود
سكان أحد القبور
المجاورة للنهر،
والليل يجمعهم،
يهرعون الى تفتح زهرة ،
الى مقتل العشبة.
أدوية قادمة من الطفولة.
* * *
عند الغروب، ما يتبقى من نور.
مع انخفاض الأصوات
يستعيد مجددا أجواء الحديقة،
حديقة انحنت على العتبة،
على زنبقة ،
وهذا،
عندما لا تكون المصابيح
قد اُشعِلت كلها بعد
على سقيفة الأشجار.
هدأت موجة الرشق،
فحصَ الغصنَ الذي
عبره سوف يتحتم عليه
الانحناء في عمق الليل
ـ هي لحظته السرديةـ،
كلماتٌ من دون مقاطع لفظية،
مقاطع الساعة،
وزنة صغيرة من المعنى
تنقص في الهواء.
الناس الذين كانوا يتحدثون يقفون،
يتبادلون كلمة الوداع »أو روفوار«.
* * *
هل هو قادر على أن يخبرنا
عما يراه؟
نور المرآة الذي قد لا يعكس
الأشياء المرصودة للضياع؟
بطريقة شحيحة؟
الشوادر التي يستعيرها من العتمة؟
خطواته التي تمحوه والتي تمحو كل شيء؟
آخر المارّين الذين يقتربون؟
تلك الضحكات الغزيرة التي تصلنا
من قمة شجرةٍ لتندثر من ثم على الفور؟
أن نسرد يوما حكاية
نور تلك الحديقة،
وإن كان هذا هو الوقت،
شعورٌ بالوقت؟
مصابيح تعلقها يدٌ،
تحضيرات أعياد الريف
الأخضر دائما ولا شك،
حكايات تتواعد في قعر الأيدي
الموضوعة على الركبتين!
هل هو قادر على تعداد الأشجار الكبيرة
الواحدة تلو الأخرى،
والمطالبة بها من أجل هذه الحفلة،
تلك الهائلة، العائدة ؟