لا تفلح القصيدةُ في ترويضِ الوحوش
حَوْل الإناث
تتصارع ذكورُ الغوريلا دائماً
لتفوزَ بلقب الذَّكرِ المُسيطر
كذلك تفعل الأسودُ أيضاً ..
وُعولُ الجبل
ثيرانُ الجليد
الحيتانُ في ظلمةِ المحيط
أبداً يستمرُّ الصراعُ ولا يتوقفُ
الإناثُ تقفُ على مقربةٍ من المشهد دائماً
لا تتدخل .. ولا ترجِّحُ كِفَّةً على أخرى
تنتظرُ نهايةَ المعركةِ
ثم تختارُ الفائزَ دائماً
لا تملكُ الإناثُ قروناً تتعاركُ بها
مخالبَ قويةً يمكن أن تزودَ بها عن أنفسها
الإناثُ ترعى الصغارَ ما دامت حَيّةً
إن تَمُتْ يَمُتْ صِغارُها
الذكور – قدر ما تسطيع – تقضي شهوتها
تُقدِّم للعالم أجيالاً من الوحوش تواصلُ مسيرةَ الحياة
تقتلُ الأضعفَ .. وتحكمُ الغابةَ
الطبيعةُ لا تكذبُ أبداً
تختارُ الأنثى الذَّكرَ الأفضلَ دائماً
الأكثرَ سيطرةً
والأقوى ناباً
والأرحبَ نفوذاً
المحبةً قد تقلبُ المعادلة نادراً
لكنها في كثيرٍ من الأحيان
تعجز أن تُغيّرَ خُطّةَ الطبيعة
أن تُوقِفَ نزيفاَ لجراحِ فريسةٍ
أن تُمرّرَ نهراً عبر الجنادل
أن تقفَ طويلاً في وجه الإعصار
وعميقاً في الغابة
لا مكانَ للحب
لا مكانَ للسلام ..
تقول الفراشةُ : ليس من مهامي
أن أمنعَ الحطّاب من قَطْعِ الشجرة
يقول النايُ : كيف أعقدُ صداقةً
بين ذئبٍ وشاة..
يقول الصوفيُّ : الذاتُ مؤنثةٌ
والتوحيدُ مُذكّرٌ
أباحَ لكَ التحدث في التوحيد
وحرّمَ عليكَ التحدث في الذات .. ليُعلِمَكَ قداسةَ التأنيث
مجاذيب .. وطاروا من الدنيا
والشعراءُ مجانين ..
يجوبون أرضَ الله
يكلمون الناس عن الحب
ويحفرون أنفاقاً سِرّيةً
إلى الجنة ..
أيهما يصلُ أولاً .. لِيسُدَّ فوّهةَ البركانِ بوردةٍ
الشاعرُ
أم الدرويش !!
يقول الروميُّ :
” أنا مجنون .. وأنت سكران .. فأيُّنا يقودُ أخاه ”
وأقول لنفسي :
أيهما يسبقُ الآخرَ
اليمامةُ
أم رصاصةُ الصيّاد !!