ثيودور رويثك – الغُرْنُوفيّ

عندما وضعتُها مرّةً خارجاً قرب سطلِ القُمامة،

بدتْ مترهّلة للغاية وقذرة.

مُفرِطاً في حماقتي وثقتي مثل كلبِ “بوودل” مريضٍ،

أو نَجْمٍ ذابلٍ في أواخرَ أيلول،

أعدتُها إلى الداخل مُجَدَداً

من أجلِ نظامِ عنايةٍ جديد:

فيتامينات، ماء، وكلّ غذاء بدى معقولاً في حينه.

عاشتْ لمدة طويلة على “الجِنّ” *، دبابيس الشَعْر،

سيغارات أُحرقت حتى النصف، جعة عديمة النكهة،

بتلاتها الذابلة متساقطة على السجّادة الباهتة،

شحمُ لحمِها البائت ملتصقٌ بأوراقها المجعّدة.

(في حالها الجافة، صَرّتْ كنبتةِ خزامى.)

.

يا للأشياء التي تحمّلتْها!

السيّدات المغفّلات يزعقنّ منتصف الليل

أو نحن الإثنان، وحدنا، كلانا قذر،

أنا نافثٌ الكحول نحوها،

وهي منحنية خارج أصيصها باتجاه النافذة.

.

على مشارفِ النهاية، بدتْ تقريباً أنها تسمعني،

وذلك كان مروِّعاً.

فإذاً، عندما الحمقاء تلك؛ الخادمة، التي تخنّ بأنفاسها

ألقتْ بها، بوعائها وما فيه، في صندوق القُمامة،

لم أقلْ شيئاً.

.

ولكنّي في الأسبوع التالي

صرفتُ العجوز الشمطاء الوقحة من الخدمة.

كنتُ، إلى هذا الحدّ، وحيداً.

____________

* أحد المشروبات الروحية

*

ترجمة: آمال نوّار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى