لم أرك إلا وحيداً
بين ذواتٍ مشوهة لك
يتفيؤون صورتك المنسدحة
على جدار الخواء
وجهك مفقودٌ في استدارة الفراغ
وفي نزيف عينيك
كنهر لم يألف المجرى
وحيداً في مخيلتي
تلحّن الصمت لتُطرِب جثة الله
وتضع قلبك
وردةً مسجاة
فوق قبر التكوين
تسائل الحزن عن أيدي الحزانى
وتسائل الموت
كيف اشرأب في روحك
رغم أنه لم يسمعك تصرخ في العدم؟
يتمادى يأسك كسيزيف
لا طاقة في جسد الكون
كي يزيح عن ظهرك
صخرة اللاجدوى
تترقب عودة الضفيرة الهاربة من حقلك
لتلفها مقصلة تليق بحتفك المشتهى
تعقد أعشاش العصافير في خاصرتك
وتشيع العناكب إلى رموشك الرطبة
وأنا ألاقي عينيك دائماً
في قُبل الليلك
واحد أنت
رغم تعددك في الأمكنة
تتجهز كل صباح
لاغترابٍ جديد