أيمن الشحات _ ربما يرى صوت الكتابة

صباحا
اكتشفت أن لى عينين
لم أكن أعلم
أن العين ترى
كنت أظنها تبصر الأكل
وتعرف الطريق إلى البيت
وأقرأ بهما صحيفة اليوم
أو رواية مترجمة
ربما تعرض أحداث غير واقعية
تدخل فى سباق على جائزة نوبل
أدركت أن المكان الذى يتبعنى
دائما ما كان يقف حائلا
بينى وبين الكتابة
يقف وحده
فى الشارع
ليمنعنى من رؤية الأشياء
أو من رؤية امرأة
تحترف الكذب
كل ليلة
لتدخل فى موسوعة الكذابين
ربما كانت عيناى
تلمعان
عندما تستيقظ الموسيقى
داخلى
تفيق على صوت البحر
أو على صورته
هنا يجمع البحر
بين الصوت والصورة
ليكون ظلا كاملا
للغياب الذى يأتى
لم تكن حروف الكتابة واعية
لما يجرى حولها
هو البحر إذن
يعوى كذئب
كى يرحل
لون الرمل
يتخلى عن صفرته
قل عن سواده
لقد تغير لونه
بفعل آلة الحقد
والأفعال التى تلى
الكلمات
أو الحقائق
فى منهج البصاصين
من ينتظر القيامة
الليلة
يغلبنى النعاس
قبل كأس النبيذ المعتق برائحة
امرأة لم تتخلص من عرقها
لأنها لم تجد سحابة
تسقط عليها بعض قطرات
من رائحة الجنة
ظلت وحيدة
إلى سطع القمر فى حجرها
لم تسمع شيئا
عن الحمى التى تهز الجسد
وتنخر كالسوس فى العظم
لم تعطى للأمر أهمية
نظرت للبعيد
كى ترى
رأت
عيني فى المرآة
لم تعرف شكلى
ولا صوت الحرف
حين يخرج من حنجرتى
لم تستطع رسم لوحة
لرجل فى الخريف
يمتلك عينين
ورغبة فى البكاء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى