أخرب كل شىء حتى الحياة والموت
وأعد مشانق للهواء والماء
ولحكايا الطمي والدماء
لأنى بلا صراخ ينطق بالفرار
أهرب من كل شىء بالكتابة
ومن الحب بالدعارة
ومن حقول العالم بالصمت المكتوب على صفحة المستحيل
أريد أن أتحدث حقا
ولكنى أريد أن أصمت أيضا
الخيال يركض خلفى وأنا فى غدير كل شىء
فغالبا يؤدى الخيال إلى الإيمان العميق
ويدعو الجزع والخوف إلى الطمأنينة
أنا قوي بخيالى فقد كنت أنام كل يوم مصعوقا باللايقين
يا إلهى ، انصرنى على أعماق الجمر
واكتب على حلمى أقاليم الآفاق
وزر جذوعى من حين إلى حين
وارفع ظلمتى إلى خريطة الضوء
واكفينى من أدغال المعرفة
واحرق ينابيع العجب
واجتمع بشخوصى فى سقيفة الوسوسة
ودلهم على شخص آخر يحتاجهم
فأنا لم أعد بحاجه لشخوصى
يطوف خيالى بى وبهمومى
ويفرش جسدى بسرادق الطاقة
ويسكبنى فى طينة الحياة
وينفطر بلجة الحب المستحيلة
التى تضىء أركانى المنزوية
ولكن خيالى يراقب الفناء ويدعونى إليه
ويجعلنى أحل فى الموت
ويصرخ باسمى فى الشمس
ويزوجنى بصبية الغيم
التى تسكن هودج السماء .
الطين الهجين الذى به المرارة والصراع
ينتظر نظرتى المحمومة لكى يتخلق إلى جدار ووطن
ولكنه يهتز ويكمن فيه مجرى السر ولكنى فى ملكوت الروح
أبزغ بالمرايا الداخلية
الذى ينبت منها الشعر
كما ينبت من تراث اللاشعور والكبت والقلق الميتافزيقى
الشعر يزود إدراكنا بالعالم وكل شىء
ويجعلنا نفهم الجمال بشكل اكبر
يا شعر ، كنت أظن أن العالم يفرح معى ويبكى معى
ولكنى اكتشفت أنه لا يهتم بى على الإطلاق
أكثر مما تهتم الأسماك بنبوءتها الوحيدة وهى الماء
كل الألفاظ فارغة من المعنى
وحدها الإستعارة ناصعة وتهلك المنية
السماء وحيدة أيضا كالشعر
وكل الأشياء العظيمة
الصليب وحيد أيضا ولكن لديه عيون تستسقى الإيمان
أكشف جرة الشعر بأيادى السروة والحلم
لكى أنام فى عبقه المزين بأنفاس البحر
الشعر يأكل الملح الذى فى الدموع
ويشم الأغوار السحيقة للصعود والهبوط
الذى تفعله الأنا فى مجرى النفس
ويمشد عشبه فى خوخ الروح
ويستسلم للفجر الأرجوانى
الذى يغتصب الظلام
الشعر ضد الموت ومع الحياة
فهو يحتفل بها فى كل قصيدة
ولكنه يخلق المسوخ
الذين يكتبون على جدارية الوجود
تحت لسان الشعر قطعة أفيون وديعة
لكى يستطيع أن يحلم بالهذيان
الشعر يغرق فى البشرى
ويذهب إلى الصحراء النفسية
التى لها أسلوب الخرائب
الشعر يبهظ نفسه بالتراجيديا
ويجرى فى ماسورة اللذة
ويأخذ موعد مع المسرحي من كل شىء
الشعر صراخ الكون
الذى يقترب من مجد السرائر
الشعر من جباه المخيلة
كالفلسفة والأدب ولكنه رحيم جدا
أنا فتى كسول ومجهول
يكتب الجريمة والكسوف
لأن الحياة لم تتكفل بأغنيتى الجنسية
أنا ذرة فقط فى روح الله الشاسعة
أستمطر الكلمات النزقة من فجاج العدم
ومن أنشوطة الحياة
وأتوج كتاب الأغنية وأرقشه بالصلصال
لكى لا ينمو ورم فى مخيلتى
أجوس شطآن الجوع الأحمق
بأقدام القيثارة
لكى يبدو موتى أنيقا
فلا أعتصر وحدتى ولا أموت بها .
158 2 دقائق