الكلمات هذه الكائنات المسالمة الصامتة التى تمشى فى روحى كلما أذنت الرحلة للمجهول والغموض أن يلبسوا يدى كما الجن ، فهناك كلمات تسكن فى اليد وهناك كلمات تسكن فى العقل وهناك كلمات تسكن فى المخيلة وهناك كلمات تسكن فى الروح وهناك كلمات تسكن فى سديم بدلة الغسق .
أول معرفتى بالكلمات عندما ولدتنى أمى من رحمها الذى كتب عليه من النور كلمة لا ، وزف أبى فى أذنى الشعر بدلا من الآذان الذى يمقت الصلاة فولدت والكلمات الوثنية المأجورة تمشى بى وتطفو على اللاشىء الذى ابتعته من ساحة اللاجدوى التى تقصف كل شىء حتى اشباح السماء التى تبصق على الأرض خفتها وتزحف فى الصحراء العجوزة للمعنى .
الكلمات ليس لها معنى واحد ولكنها حرب بين الغروب الملدوغ بالسلام وخمر الاضطراب .
ليست من عاداتى كتابة الكلمات الخائفة أو الاستعارات القريبة ، فأنا أكتب التجرد والتحملق ومعسكرات السكون لذلك لا أستحضرأبدا الحيرة إلا عندما أنادى على الليل الطوباوي الذى يلعب بدمة الغفوة وأيقونات الزنبقات .
لا أنام إلا بين جدران الكلمات حيث أسمى الأزرق المتطاير من قوافل الألوان وأجدف مع زبانية الأنفاس السردية للشموع .
أكتب أيضا كلمات سريالية ، لا يفهمها أحد إلا من تزور عقله الخرافة والصوفية لأنى أقطع روح الطبشور الذى يدمع بحقيقة الهروب .
لا أترك كلماتى وحيدة أبدا وأمنحها رائحة الضياع وألونها بالزمن والخوف لكى تعبر محنة الهاوية والأعالى بدون أن تطير فى المرأى .
أنتظر كلماتى عند مفترق الانتحار وأقيم فيها قليلا حتى أنسخ ذهنى فى شخوصى وأتفقد الحرية التى التى تثب من يابسة الفجر .
الكلمات الهزيلة تدين للازهار بتخوم الحلم لأنها تنطلق فى حيض الجرح وهى عسس الفضاء .
الكلمات تسكن فى شجرة الأفكار وهى مؤونة المرآة التى تسعف صورنا بضوع المنفى العميق الذى يتذكر النبوة المتباهية فى دعارة الحزن .
الكلمات المكتئبة قادرة على التجلى فى زجاج العفونة وتشهد على الحزن فى محكمة الوجود بانه يقذف كابوس العزلة الوحيد فى حلم الغربة عن الغثيان .
أخاف جدا من الكلمات لأنها تفضح غجريتى وبوهيميتى بدون أن تكون قادرة على رسم الحماسة فى الخزي الذى يولد من برية الظلمة النفسية .
أختلف مع كلماتى أحيانا بأنها تستسلم لغلو ولغو اللغة بتراب الحكمة التى هى فى حقيقتها سفه مؤطر .
تختفى الكلمات منى أحيانا وأنا أرقص وتشعل حريقا فى صراعات المقدس مع المدنس بى ولكنى أطفئها بشراء المطر من السحاب .
اللوحة ل Lucio Fontana