بريد السماء الافتراضي – حوار مع جويس منصور

أشخاص:
بلدان:
woman floating 1997 بريد السماء الافتراضي - حوار مع جويس منصور
Woman Floating
Jennifer Bartlett

((بريد السماء الافتراضي))
جزء من حوار مع الشاعرة المصرية جويس منصور
————————————————

س/تحدثتِ عن مراكبَ تسبحُ في مياه تخرج من الصخر.وتحدثَ رامبو فيما مضى عن المركب السكران .ما الذي يُمَيّزُ مركبك عن مركب رامبو برأيك ؟
ج/ثمة فرقٌ شاسعٌ ما بين المركبين بالطبع.رامبو كان يستعملُ الخمرَ وقوداً لمركبهِ.فيما كان مركبي لحمي يعملُ بطاقةِ الحبّ .

س/ولكن الخمر والحب من فصيلة (أثنية) واحدة .إلا تعتقدين بذلك؟
ج/أنا معكَ.ولكن الحبّ هو خريطةُ طريقِ الخمرِ ومشتقاته.هكذا كان علىّ أن أدخر ذلك الإيمان القوي بمثل فكرة من ذلك القبيل.

س/إلا تعتقدين بأن الإيمان بفكرةٍ محددة يُفسدُ الحياة الشعرية،لأنه يمنعُ التنوعَ من أن يأخذَ مداهُ في مكونات الشاعر وتكوينهِ جسداً ولغةً ورؤى؟
ج/كما أظن،فلا عهد للشيطان بنمط فلسفي واحد موحد،لأنه سيدُ التبدلات،ولا يريدُ لنفسه أن يكون أسير نظرةٍ ضيقة.أما أنا فقد حاولتُ أن أسدَّ الفراغات بسوريالية كانت تحتاجني.

س/ومن أين أدركتْ جويس بأن السوريالة كانت تحتاجها؟!
ج/عندما شعرت بأن في جسدي تموجاً ،قد بدأ يبلغُ مداهُ الناريّ ما بين اللحمي واللغوي.تأكدتُ من أن ذلك الطقس السريالي هو منْ يُسرّعُ عمليات الانبعاث الحيويّ للمخيّلة،ولكنه أيضاً ، لا يحول دون التمتع حتى بكتابة الآثام،تلك التي تنظر إليها الشعوب على أساس قوانين التابو أو الخجل والحرام.

س/وهل للشعر أخلاقٌ مختلفةٌ عن بقية أخلاق المجتمعات مثلاً؟
ج/عندما يفكرُ الشاعرُ بالأخلاق وتوابع الأخلاق،ينتهي كما الصرصار على الرصيف.
س/ يكشفُ القارئ الحاذقُ بأن نصوصّ جويس تتضمنُ مثليةً جنسيةً .ما رأيكِ ؟

ج/ كل الحركات الفنية والشعرية والأدبية من واقعية ودادائية وسريالية وتكعيبية وفطرية، إنما تمثلُ أجساماً قابلةً للتعدد الوظيفي في العمل الجنسي الشاذّ،وبالتالي فأن ما تطرحهُ من نصوص ،هي في حقيقتها ليس إلا نصوصاً مثليّة .
فما من مؤلف أو شاعر –ذكراً أم أنثى- إلا ويملك رغبةً بتوريط أبطاله بمثليّة ما من المثليّات،سواء كانت جنسية أو سياسية أو أخلاقية أو اقتصادية أو فنية أو إيديولوجية.

س/هل لأن التجربة الفنية، لا تبنى إلا على أساس إشكالي ؟

ج/بالضبط.فما من مفكر أو روائي أو فنان، إلا ويبني نظريتهُ على أساس إشكالي .فكلّ نصّ فارغٍ منذ ذلك الحطب الإشكالي ،لا يتقدم على أرض الذهن البشري بوصة واحدة.ولا يقدح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى