حين تحدّى عوليسُ البحرَ الداكنَ كالنبيذ
تركَ قوسَه مع بنيلوب،
.
التي لم تكن لتنحني لأحدٍ سواه.
أمرّرُ يدي فوق رفّ الكتب،
عابراً اللورد بايرون، و ريموند تشاندلر،
“هاورد هيوز”، و”السنوات الخبيئة”.
.
عابراً “بلي باسكال”، المقيد إلى مخبئه، الذي
قدّسَ الفراغَ، بعدما قرّبهُ إلى جانبِهِ الأيسر.
.
تلك الكتبُ التي يظنّ المرءُ أنه يملكُها
تتحرّرُ من نفسِها وتهوي كالحجارة،
.
متدحرجةً نحو الأسفل
باتجاه هذا الخليج الواسع
الفاصل بيني وبين زوجتي الطيبة.
.
مدفأةٌ متحرّكةٌ، حقيبةُ نوم،
القوسُ الذي اشتريتُهُ، بمساعدة الكاتالوغ،
.
حين كنتُ في الثالثة أو الرابعة عشرة،
والذي كان ينحني، وينكسر، أمام الجميع،
.
طولُهُ الصبيانيُ، المصنوعُ من خشبِ القيقب،
لم يكن صلباً ولا مرناً.
.
لو أنني أمخرُ عبابَ ذاك البحر الداكن كالنبيذ،
كنتُ سآخذُ قوسي معي.
*
ترجمة: د. عابد اسماعيل