هيَ تجلسُ هناكَ
في دهاليزِ الذاكرةِ
تقرأُ تجلياتِ الآخرينَ في روايةٍ
تشربُ فنجانَ قهوةٍ بعدَ آخرَ
تُشرعُ نافذةَ الليلِ لصدرِها
ترتدي قميصاً عارياً
إلا من كبرياءِ الاغنياتِ
تتسلّى بشعرِها .. وتحلمُ…
تحلمُ ان ترتبَ ما تبعثرَ من ليلِ عمرِها
تتمددُ كقديسةٍ على آرائكِ ملحِها
وتصبُّ كأساً للسماءِ
من نبيذِ الكلماتِ !!
هي لا تكتبُ من أحزانها حرفاً
تختزلُ كلَّ الحروفِ
في دمعةٍ مُستترةٍ
في آهةٍ..
في نظرةٍ حائرةٍ..
بين الريحِ والأمنياتِ !!
هي ..عينانِ من الضوءِ
أو آلهتانِ
تُطلانِ على نافذةٍ هناك
كقبلةٍ تحجُّ إليها
فكرةٌ ناسكةٌ
وعازفِ ياسمينَ يُغني
لها حنينَِ الطرقاتِ
هي.. تُحْدِثُ اللَّحنَ في ضجرٍ
وترقصُ على مهلٍ
لئلاَّ توقظَ ما نام من جراحاتِ
ترقصُ على مهلٍ
كي لا تعودَ العصافيرُ
من مواعيدِها الخضراءِ
هي خلفُ الثلاثين
جسدٌ يقتبسُ الربيعَ..
زنبقةٌ لم تكبرْ بعدُ..
أسطورةٌ إغريقيةٌ..
تفاصيلُ الأنوثةِ كلُها..
وغزلُ كلِّ النساءِ القاتلاتِ
هي قابعةٌ هناكَ
خلفَ دهاءِ الأنوثةِ
قريبةٌ من بوحِ الياسمينِ
المجرمةُ عمداً
بوهمِ الاحتمالاتِ
تحاولُ أن تضحكَ..
أن تبكي..
أن تحتميَ من عربدةِ البؤسِ
في كتابِ شعرٍ
أو روايةٍ.. او فيلمٍ
أو ربَّما تلجأُ
إلى ثرثرةٍ نسائيةٍ قديمةٍ
تنقذُها من الشجنِ
مِن الحزنِ ..من الفرحِ
ومن كلِّ هذا الشتاتِ !
ماجد العمري