أقف على حافة غراند كانيون الجنوبية ريثما أصور جدرانًا صخرية جميلة متموجة تنتهي إلى أعماق مفزعة. لكن الآن وقت تسجيل الخروج تقريبًا في فندقي، وأريد أخذ حمامٍ بالمغطس واستخدام كل منظفاتهم، وهذه عادة كان يستهجنها زوجي السابق. حين يقترب زوجان شابان ويسألاني عما إذا كان بودي التقاط صورة لهما، أريد أن أقول بأنني.. لست مصورة المنتزه؛ وهذا الأمر يحدث معي في كل مكان – مرة في حديقة بوسطن قرب ضفاف نهر شارل. دائمًا عاشقان. – مع مثل هذين الزوجين ببنطاليهما القصيرين المليئين بالجيوب وحذائيهما المتينين من “كلاركس”. أترك كاميرتي الـ”نيكون” تتدلى من الشريط المزين بالخرز حول عنقي، وآخذ هاتفهما الذكي الباهظ متبعةً تعليماتهما. قال لي زوجي السابق مرة “لطالما كنتِ مستمعة جيدة، لكن عليكِ أن تتركي بعض الأشياء تمر في بعض الأحيان”. أصفّ الزوجين بخط مستقيم أمام الحافة الشمالية النائية وهي تتبدى على هيأة جدار برونزي مشع. أشير إليهم نحو اليمين قليلًا. ومثل توأمين ملتصقين بالردف، يتحركان ظانين أنني قد أكون مصوّرة جيدة. ثم أشير إليهما للخطو أمامي من أجل صورة أخرى. وبشكل غير متوقع، يجرجران خطاهما ثلاث خطوات إلى الخلف، ويختفيان مع أصوات خربشة وصرخات ضئيلة، ثم لا صوت إطلاقًا. أجول دائرةً ركضًا من أجل طلب المساعدة لكن ما من أحد على مد النظر. على اليدين والركبتين، أطل من وراء الحافة، لكنها تخفي الأرض بعيدًا في الأسفل. وكأنني أطمئن نفسي بأنهما كانا هنا ذات لحظة، أنظر إلى صورهما. ففي قصتين، هناك شابان متفائلان بابتسامات ضيقة العيون تحت شمس الصباح، ثم غبش. أقول لنفسي اهدئي. أضع الهاتف على مقعد خشبي من أجل أن يعثر عليه أحد. إنه الدليل الوحيد على أن ثلاثتنا كنّا هنا.
217 دقيقة واحدة