خلف الأشجار، هناك، يكون عالم آخر،
النهر يجلب لي الشكوى،
النهر يجلب لي الأحلام،
النهر يصمت، عندما أحلم في المساء
بغابات الشمال…
.
خلف الأشجار، هناك، يكون عالم آخر،
أستبدله أبي بطائرين عادى بوالدتي، محمولة، بسلة، إلى البيت،
والدتي كانت قد فقدت أخي في النوم، عندما كان عمره سبعة سنوات
وكان تعبا…
.
خلف الأشجار، هناك، يكون عالم آخر،
عشب له طعم حزين، شمس سوداء،
قمر الأموات،
بلبل لا زال يشكو
من خبز ونبيذ
وحليب في أباريق كبيرة
مسجونة في دهاليز مظلمة
.
خلف الأشجار، هناك، يكون عالم آخر،
ينحدرون عبر طرق الحقول الملتوية
إلى القرى، إلى غابات الألف عام،
غدا يسألون عني،
عن موسيقى ألمي ( مرضي )،
عندما يجف كل شيء، ذلك الذي ما تبقى من الأمس،
من حجراتهم، من المكان المقدس
وأماكن الانتظار
.
أريد أن أتركهم، لا أريد الحديث
معهم،
إنهم كانوا قد غدروا بي، الحقل يعرف هذا، الشمس
ستدافع عني
أنا أتيت متأخرا…
.
خلف الأشجار، هناك، يكون عالم آخر،
هناك يكون احتفال يوم قروي آخر ( Kirtag )، غير هذا،
في قدر ( مرجل ) الفلاحين جثث أموات طائفة
وحول البركة
يذوب الدهن، بصوت خافت، من الهياكل العظيمة المحمرة ( ذات اللون الأحمر )،
هناك لن تحلم الروح بالطاحونة،
الرياح تدرك هذا
الرياح فقط…
.
لأن خلف الأشجار
غدا،
وخلف الهضاب
غدا
يكون عالم آخر.
*
ترجمة: قاسم طلاع
من ديوان ” مجموعة قصائد ” الصادر عن دار سوركامب ( Suhrkamp ) عام 1991.