عذبٌ وقصيٌّ الصوت المُراق لأجلي: مختارات عالمية في قصائد الصوت

كم تجهلين أني في حاجةٍ إلى صوتِكِ
ماريو بينيديتي (أوروغواي) ترجمة: مجاهد مصطفى

كم تَجهلين أنِّي في حاجةٍ إلى صوتِكِ
أنِّي في حَاجةٍ لنظراتِكِ في حاجةٍ لكلماتِكِ التي تَملأني
أنا في حاجةٍ شديدة لسلامكِِ الدَّاخلي
أنا في حاجةٍ لضوءِ شفاهكِ
لا أستطيع أن أستأنف مَسيري
لا أستطيع
فكري يعجز عن التَّفكير
لا يستطيع أن يفكّر في غيركِ
أنا في حاجةٍ لوردةِ يديكِ هذا الشغف لكلِّ الأفعال
مع هذه العدالة التي تلهمينني بها
من أجل كلِّ ما سيُشكِّل شوكتي
ينبوع حياتي أصابه النُّضوب
مع قوةِ النسيان
أنا الآن أحترق
وما أريده قد وجدته مسبقاً
ورغم ذلك، أفتقدكِ.


الشاعر يُكلّم الحب بالهاتف
لوركا (إسبانيا) – ترجمة: رفعت عطفة

صوتكِ روی كثيبَ صدري
في مقصورة الخشب اللطيفةِ. إلى الجنوبِ من قَدَمِي ربيعٌ،
إلى الشمال من جبهتي زهرةُ سرخس.

***

صنوبرةُ نور الفضاء الضيقِ
شُدَّتْ بلا فجرٍ ولا زرع.
فأضرمَ نحيبي لأول مرةٍ
تيجاناً من أملٍ في السقفِ.

***

عذبٌ وقصيٌّ الصوتُ المُراقُ لأجلي.
عذبٌ وقصيٌّ صوتُ الطرب.
قصيٌّ وعذبٌ الصوتُ الهَامد.

***

قصيٌّ مثل يحمورٍ داكن اللون جَريح.
عذبٌ مثل نحيبٍ على الثلج.
قصيٌّ وعذبٌ، محشورٌ في رمّ.





صوتكَ
إسراء النمر (مصر)

أحبُّ صوتكَ
لأنَّه يُذكّرني ببابِ بيتنا القديم
البابُ الذي له رائحة البرتقال
صوتُكَ يُشبه هذه الرائحة


صوتُكَ يَجعلني أطمئن
أنَّ هذا الباب لن يَموت أبداً
وأنَّه حَتماً سيعرف طريقي
ويأتي إليّ


أحتاجُ لصوتكَ
لأنَّني أسكنُ في بيتٍ بِلا أبواب
أحتاجُ لبابٍ كي أخرُج منه.


المسافر
رسول يونان (إيران) ترجمة: ماهر جمو

في صوتكَ
تُصفِّرُ القِطارات
وتبتعدُ الحَافلات،
سفينةٌ تُنزل مِرسَاتَها
وأخرى تُبحر.
تفوح منكَ رائحةُ السَّفر
رائحةُ مَزارع صُنوبرٍ بَعيدة
رائحةُ حقول قِطنٍ بيضاء
ومناجمَ ذَهبٍ.
في نهايةِ المَطَاف
سترحلُ
مثلَ هذه القطارات
مثلَ هذه الحافلات
مثلَ هذه السُّفن.


أنتَ
كارين بويه (السويد) ترجمة: سامي اليوسف

عذبٌ هو صوتُكَ مثلُ وشوشةِ الينابيع،
ووجودُكَ طازجٌ على نحوٍ حرّيفٍ مثلَ فواكهِ
الخريفِ المُعطَّرة.
وبصفاءٍ يستقرُّ في عينيكَ المرحَ المُقشعر لأواخرِ أيلول.
ألا إنَّكَ لنافورةٌ،
شُعاعُها متألقٌ بشكلٍ مُشمسٍ جميلٍ في توازنهِ،
وفي قوسهِ ذي الشَّكلِ الكامل.
إنَّها نَافورةٌ جَميلةٌ بقوَّتها
وهي تحوز القوةَ التي تُمكّنُها من أن
تحبَّ الحدودَ والأبعادَ النبيلة. تحيَّةٌ للعِبكَ الهادئ، ولصحتكَ الربيعية.
وتحيةٌ لنُبلِ روحِكَ العذبِ الشَّبيهِ بالذَّهب،
والمنسابِ في نَقاءِ مَلامِحكَ،
وفي التناغمِ الغنائيّ لأعضاءِ جَسدِكَ.



صوتكِ قاتم
خوان خيلمان (الأرجنتين) ترجمة: إسكندر حبش


صوتكِ قاتمٌ بالقُبلات التي لم نَتَبادلها
بالقُبلات التي لم تُبادلِيني إيَّاها
الليلُ غبارُ هذا المنفى
قبلاتكِ تعلّق أقماراً تُجمّدُ دَربي
وأرتجفُ تحت الشمس

**

ما هو اسمكِ؟
أنا أعمى جالسٌ في فَناء رَغبتي
أتسوَّلُ الوقتَ
أضحكُ من الحزنِ، أبكي من الفرح، أيَّ كلمةٍ ستلفظينها؟
أيَّ اسمٍ سيسميكِ؟

**

لم تَمُتْ عصافير
قُبلاتنا
ماتت القُبل
تطيرُ العصافيرُ في النسيان الأخضر
سأضع خوفي بعيداً
تحت الماضي
الذي يحرق
والذي يصمت كالشمس.



صوتكِ
سيف الرحبي (عمان)

من يوقف هذا الهيجان في الأعماق
آه،  لو صوتكِ صوتكِ فقط
خَفقة نسيمهِ تَصلني عبرَ المسافة
نسيم البحيرة المسحورة
التي غرقتُ فيها أخيراً
خفقة الجائع المُتعب.
لهدأت عواصفي قُرب الضفاف.





صوتكَ
أليخاندرا بيثارنيك (الأرجنتين) ترجمة: تحسين الخطيب

كامنٌ في كتابتي
وفي قصيدتي تُغنّي.
يا أسيرَ صوتِكَ العذبِ
المحفورِ في ذاكرتي.
يا الطّائرَ المُنكبِّ على طيرانهِ.
يا الهواءَ الموشومَ بالغيابِ.
ويا السّاعةَ التي تدقّ معَ نبضي
كي لا أستيقظُ.


آخر كلاب الأثر
محمد الماغوط (سوريا)

وكم أنتَ طويلٌ أيُّها الطريق‏
دونَ شجرة أو ذكرى.‏
أيَّتها المرأةُ الحلمْ‏
أيَّتها المرأةُ الكارثة‏
صوتكِ الحنون كأجنحةٍ مسافرةٍ تتكسرْ‏
لو ناداني إلى الهلاك
لَلبّيتهُ مغمضَ العينين.‏


أنتِ مثل أرضٍ
تشيزاري بافيزي (إطاليا) ترجمة: جمانة حداد

أنتِ مثل أرضٍ
لم يقلها أحدٌ قطّ
لا تنتظرين شيئاً
سوى الكلمة التي ستنبجس من قاعكِ
كثمرة من بين الأغصان.
دائماً تأتين من البحر
وصوتكِ مثلَ صوته أجشّ.



*نصوص: ماريو بينيديتي، لوركا، إسراء النمر ، رسول يونان، كارين بويه، خوان خيلمان، سيف الرحبي، محمد الماغوط ، تشيزاري بافيزي.


*ترجمة: جمانة حداد، تحسين الخطيب، إسكندر حبش، سامي اليوسف، ماهر جمو، مجاهد مصطفى، رفعت عطفة.

*جمع وإعداد: موزة العبدولي


زر الذهاب إلى الأعلى