عَرَفتُ امرأةً، مُذهِلةٌ في عظامِها،
حين تنهّدَت الطيورُ الصغيرة، ستَتوق هي للتنهّد إليهم؛
آه، عندَما تحرّكت، تحرّكت مَسَاراتٍ مُتعدّدةٍ عن الواحدة:
الأشكالُ لما قد يَحْتويه وعاءٌ نيّر!
و عن انتقائها الكريم لايتكلّم غير الآلهة فقط،
أو شعراء انجليز تربّوا في اليونان
(أتمنّى أن أجعلَهُم ينشدون في الجَوْقة، من الخدّ حتى الخدّ)
.
كيف رحَلت أمانيها! ارتَطمَت بذقني،
علّمتني كيف أتَدوّر، و بالعكس أتَدوّر، و أقِف؛
علّمتني كيف أمسّ تلك البشرة البيضاء المُموّجة:
قَضَمْتُ بدَعَةٍ من يَدِها الحائرة؛
فكانت المِنجَل؛ و أنا، المَسكينُ أنا، الخليع،
أجيءُ ورائها لأجلها الرّهيف
(يالهُ من عبوس مُذهل نحنُ اقترفناه.)
.
الحب كأنَّه إوَزّة، تُحبُّ إوَزّة:
بشفتيها الكاملتين زَمّت المُلاحظةَ الضّالة و وثّقت؛
لعَبَتْها بسُرعة، لَعَبتها بخِفّة و رَفّة؛
كانت عيناي تتلمّعان عند ركبتيها المنسابتين؛
استطاعت أجزاءها المبعثرة أن تُكوّن طمَأنينة ناجِزة،
أو رَعْشة ورْك مع أنْفٍ يتحرّك
(تحرَّكت في دوائر، و تلكَ الدوائرُ تحرّكت)
.
دَع الحَبّة تستحيلُ عُشْبة، والعُشبُ يتحوّل قَشّاً:
إنّني شهيدٌ لمَشهَدٍ ليس مني؛
مالداعي الى الحريّة إذن؟ لتِعرفَ الأبَديّة.
أقسمُ بأنّها ألقَت بياضَ الظِلّ كالحَصاة.
لكن من ذا يحسبُ الأبدَيّة في أيام؟
تَعِيشُ هذه العظام القديمة لتُعَلّم أساليبها الطائشةِ:
(أقيسُ الوَقْتَ بمقدار ارتِعاشَات الجَسَد)
*
ترجمة: شريف بُقنه الشّهراني