(تلميذتي، أوقعها حصان)
أَتَذَكّرُ طيّات العنق، ليّنة ونديّة كاللوالب الرفيعة لنبتة معرّشة،
ونظرتها الخاطفة؛ ابتسامة جانبية لصغار سمك الكراكي،
وكيف حالما اُضْطُرَّتْ فجأةً إلى الكلام،
وَثَبَتْ لها المقاطعُ اللفظية الخفيفة،
ثم أمسكتْ بزمامها في بَهْجَة فكرتها.
.
طائرٌ صغيرٌ جَذِلٌ، ذيله في الريح؛
أغنيتُها إذ تُرْعشُ الطرابينَ والأغصان الصغيرة.
الظلّ غنّى معها،
الأوراقُ؛ همساتُها إذ تحوّلتّ إلى تَبَادُلِ قُبَل،
والثرى غنّى في الوديان المبيّضة تحت الوردة.
.
آهٍ عندما كانت حزينة،
هوتْ بنفسها إلى عمقٍ خالصٍ، بعيد الحدود
حتى كاهنٌ ما استطاع أن يجدها:
حاكّةً خدّها بالقشّ،
محرّكةً المياهَ الأصفى.
.
عصفوري الدُّوريّ، أنتِ لستِ هنا،
مُنتظِرٌ كنبتةِ سَرْخَس، مُلْقٍِ بظلٍّ شوكيّ.
جوانبُ الحجارة المُبلّلة لا تستطيع تعزيتي،
ولا الطُحْلُب المُلْتف بالضوء الأخير.
.
فقط لو أستطيع أن أنبّهكِ من هذا النوم،
حبيبتي المُقعدة، حمامتي الرشيقة.
فوق هذا القبر الرطب، أُلقي كلمات حبّي:
أنا، دون حقوق في هذا الشأن
لستُ أباً ولا حبيباً
*
ترجمة: آمال نوّار