البيتلز فرقة روك بريطانية نشأت في المدينة الفقيرة ليفربول، ذاع صيتها في الستينيات وأحدثت ثورة في عالم الموسيقى وضجة إجتماعية كبيرة، وكثير من البرامج كانت تجري مقابلات مع أخصائيين نفسيين وغيرهم ليدرسوا حالة الشباب الذين تعلقوا بهم أكثر من المسيح، حتى أنهم كانوا يسألون أعضاء الفرقة عن هذه النقطة التي سببت خوفًا للأهالي، لأنهم اصبحوا مقدسين، والفتيات كانوا يبجلونهم كما تُبجل الآلهة.
– جورج هاريسون
” المغني والشاعر الغنائي وعازف الجيتار ” كان أكثر أعضاء هذه الفرقة جدلًا وتميزًا وتغيّر فكري وجوهري، وهو من سيكون عنه كلامنا في هذا المقال؛
أولًا: جورج هاريسون مع البيتلز؛
تميز جورج بالهدوء والفكاهة وسرعة البديهة خصوصاً في المقابلات التي كانت تجرى مع الفرقة، كما تميّز أيضًا بأنه لم يكن رماديًا قط، هو يا أسود يا أبيض. كما تميزت مسيرته مع البيتلز بأنها كانت ناجحة جدًا، والأغاني التي عمل عليها كانت من أنجح أغانيهم .
جورج هاريسون في العالم المادي؛
أحبّ جورج كل مايحبه الشباب من الماديات، ولكنه في لقاء له قال هذه الجملة “حصلت على كل شيء يرغب به الجميع في عمر مبكر ولا يزال هنالك شيء مفقود، أعتقد انه الرب “ومن هنا بدأت رحلة البحث عن الشيء المفقود بداخله .
-البيتلز وجورج في الهند.
جورج والعالم المادي
عندما زارت البيتلز الهند، التقوا بمرشديين روحانيين وجربوا معهم التأملات الروحانية.. وهنا عثر جورج هاريسون على نفسه، وأخذ من الهند موسيقاهم، كما تأثر قليلًا بالفلسفة الروحانية قبل أن يتعمق أكثر بمرور السنوات ويغني للرب كريشنا، وهذا يعني أنه لم يكن معجبًا فقط بالممارسات الروحانية، بل اعتنق الهندوسية وأخذ يردد المانترات، أي “التعويذات و” الأناشيد الهندوسية”.
هنا أغنية تبين حبه للرب كريشنا:
تاثرت أغاني هاريسون بهذا الجانب الروحاني وهو مع البيتلز وبعد انفصاله عنها وبقي يوازن بين الجانبين المادي والروحاني في حياته حتى وفاته، ولم يتخل عن أي منهما.
– مقتل جون لينون “احد اعضاء البيتلز “:
تأثر هاريسون جدًا بالخبر وقال أنه سيلتقي به في عالم آخر، وأنه حزين فقط لأنه لن يلتقي به في هذا العالم. وفي هذا الكلام تأثر واضح بالفلسفة الروحانية التي اعتنقها.
علاقته بزوجته
وهجوم المختل ونجاته بأعجوبة:
كان لدى زوجته هذا الإيمان الروحاني العميق، وقد عاشت معه فترة طويلة في إستقرار وحب كبيرين، وفي العام الذي اكتشف أن لديه مرض السرطان، هاجمه شاب في بيته وكسر النافذة. وعندما استيقظت زوجة هاريسون وأيقظت زوجها، أخذ من الغرفة تمثال ونزل به وعند المواجهة هاجمه المختل وبرك على جسده واخذ يطعنه، لكن زوجته اخذت عصا البيسبول وضربته على رأسه.. ولكنه لم يسقط بل طاردها وخنقها. عندها هجم عليه هاريسون وطعنه بسكينه. وهنا انتهت الليلة المرعبة بنجاة هاريسون وزوجته، وبعد فترة من هذه الحادثة تمكن منه السرطان حتى رقد في الفراش في إحدى مستشفيات سويسرا.
وفاته :
في وثائقي living in the material world الذي اخرجه المخرج المعروف مارتن سكورسيزي لتكريم هاريسون، تحدث أصدقاؤه عن روحه الجميلة وعن فكاهته وعن النكات التي كان يطلقها حتى وهو يصارع الموت، وقالت زوجته أن غرفته كانت تشع بالنور عند وفاته، وفي وصيته وصى جميع الخلق بالحب والسلام.