الشاعر الإسباني جوستابو أدولفو بيكر – مختارات

تسأليني ما الشعر؟

وترشقين عينيك الزرقاوين في مقلتيا

ما الشعرُ؟ 

وأنتِ التي تسألين؟

ما الشعر يا حبيبتي إلا أنت !!

***

كنت أنتِ العاصفة

وأنا البرج العاتي الذي يتحدى قوتها،

كان عليك ان تنكسري أو أن انهدم،

فكان حبنا مستحيلا!

كنت أنت المحيط

وأنا الصخرة الشامخة،

التي تتلقى في ثبات موجاته الهادرة،

كان عليك أن تتحطمي أو أن تجرفني الموجات،

فكان حبنا مستحيلا

أنت، جميلة

وأنا، ذو كبرياء

حملت العادة أحدنا على الانتصار

والآخر على عدم الاستسلام،

ولا مناص من الصدام،

فكان حبنا مستحيلا!!

***

كان حبنا مأساة قصيرة الأجل

جمعت حكايتها الخرقاء،

بين الجد والهزل،

فبعثت الضحك والبكاء على السواء،

وكان اسوأ ما في هذه الحكاية،

ان نصابها في نهاية الأمر

كان دموعا وضحكات،

وكانت الدموع – لا غير – من نصيبي!!

***

حين نعود إلى ابتعاث ساعات الماضي المارقة،

تتلألأ بين جفنيك السوداوين

دمعة راجفة توشك على السقوط،

وتسقط آخر الأمر،

تسقط كأنما هي قطرة ندى،

حين ندرك

أننا قد نشتاقُ إلى اليوم غدا،

كما نشتاق اليوم إلى أمس!

***

يمضي الأمل من أمام الرغبة

متوهمًا الحقيقة في أطياف الغرور

وتتولدُ أكاذيبه

كما تتولدُ العنقاء

مما تخلفه من رماد!

***

أنا جمرة مشتعلة سمراء،

أنا الرغبة مجسدة،

تفعم روحي شهوات اللذة،

فهل أنا من تبحث عني؟

كلا! لست انت من أنشد،

جبيني يظلله الشحوب،

وضفائري من ذهب نضار،

بوسعي أن أهبك سعادة غامرة،

وعندي مفاتيح كنوز الحنان

فهل أنا من تنادي؟

***

كلا! لست أنت من أنادي

أنا حلم من الأحلام،

أنا شيء من المستحيل،

طيف خيال مجبول من غمام ونور،

لا صورة لي ولا ملمس،

وليس في مقدوري ان احبك

آه! تعالي،، تعالي،، تعالي أنت!

***

فلتعلمى

أنه لو كان لشفتيك مرة

أن تحرك الهواء الخفي

وتحيله جمرات متقدة

فهكذا النفس التي تستطيع الحديث بلغة العيون

بوسعها أن تطبع قبلة عن طريق النظرات!

***

كيف لا تزال تنبض بالحياة

تلك الوردة التي تضعينها إلى جوار قلبك

لم أر قبل الآن في هذه الدنيا

وردة تحيا إلى جوار بركان ثائر!

***

لقاء نظرة من عينيك

أهب الدنيا وما فيها،

ولقاء بسمة من شفتيك،

سماء بحالها،

ولقاء قبلة منك،،

كلا، ليس هناك من شيء

يعادل قبلة منك!


جوستابو أدولفو بيكر

ترجمة: ماهر البطوطي

زر الذهاب إلى الأعلى