الطائر البحري الأزرق
يعيش فوق الصخور العارية
في جزيرة (غالاباغوس)
ولا يخشى شيئاً.
إنها حياة بسيطة:
طيورٌ تعيش على الأسماك
وثمة حيوانات مفترسة قليلة.
ذكر الطير لا يجازفُ بحياته
في مطاردة الإناث.
هو يكتفي
بجمع أشياء العالم الزرقاء
ويبني منها عشاً
علبة تبغ “غولواز” مرمية،
خيط مقطوع لسبحة،
قطعة قماش من بزّة بحّار.
هذا يعوّض عن الحاجة
لريشٍ مزركش، باهرٍ؛
في الحقيقة، قبل خمسين مليون سنة،
كان ذكرُ الطير مملاً
و لا يستطيع الغناء جيداً.
.
ولم تكن أنثى الطير
تطلب منه أكثر
كان الأزرقُ
يرويها تماماً،
وله تأثيرٌ سحريٌ عليها.
حين تعودُ من تعبِ نهارٍ
من النميمةِ والصيد،
ترى أنه جَلَب لها
نثرةً جديدة من ورقة زرقاء:
من أجل هذا تكافئهُ
بجسدِها الداكن،
وتتحرّك النجومُ
فوق الورقة الزرقاء، قربهما،
مثل عيونِ مخّلص لطيف.
فراشة الكرسي المتحرك
أوه، أيتها المدينة النائمة ذات الكراسي المتحركة
حيث يمكن للجرذ أن يُقدِمَ على الانتحار
لو كان بمقدوره التركيز لمدة أطول
في كتاب تاريخ القوارض
هناك في مدينته السفلية
ذات الكراسي الكهربائية المتحرّكة!
.
الفتاة الحبلى دائماً، والمصابة بالكدمات
مثل خوخة،
تركب دراجتها ذات الشرائط الكثيرة،
وتصعدُ عكسياً الدَرجَ
في مخزن “الترولي” المهجور.
.
كان الطقسُ حاراً البارحة.
اليوم، ثمة فراشة متجمّدة
في منتصف الهواء،
يقطفها، كالعنب،
طفلٌ أقسمَ
أنه يستطيع الاعتناء بها.
.
أوه، أيتها المدينة الواثقة،
حيث بذور الأفيون تُمرّرُ كفواتير ركوب،
حيث الدبابير في قلب الإنسان
يمكن أن تهجعَ وتنامَ،
وحيث النظارتان تنتفخان
في بحيرة أرجوانية من أحلام اليقظة،
.
هانحن ننتظرُ، في غرفنا المفتوحة، فصلاً جديداً،
كانتظار شاحنةٍ من المثلّجات.
.
فرسٌ هنديٌ يعبرُ السهولَ
مهمهماً بصلوات سنسكريتية
أمام فوهةٍ من البراغيث.
شجيرةُ الرحيق تقول:
ظننتُ أنني قادرةٌ على السباحة.
.
رئيس البلدية يتبوّلُ على الجانب الخاطئ
من الشارع! الهندباء البرية ترسلُ شرَرَها:
احترس، شعرُكَ مقفلٌ!
.
احترس، البوقُ يحتاجُ إلى كأسٍ من الماء!
احترس، مثوىً مخملياً!
احترس، آمرُ الضوءِ تزوّجَ
مزقةً عتيقةً من وتر.
*
ترجمة: عابد اسماعيل