كل يوم…
أقرر ألا أنام في رحم إسمنتي بعد اليوم
يا لضيق هذه الغرف…
أحلم بالنهر دائما
لو ترسل لي الغابة إشارة واحدة
كي أفتح الباب وأجري
بثوب النوم الرقيق الى هناك…
لو يمزق البرد صدري
لو أجري حتى تتخلص ساقي من عقدة الجريان
ويمتزج دمي بتراب الارض الرطب
ولكني أخاف من الكوابيس حين تفلت من سلاسلها العريضة وتنقض على رأسي الصغير
…
النهر قبّلني مرة وترك لي مجراه… وذهب
فهمت أن نبتة في مكان ما تنتحب
وتُقلق النهر
مددت جسدي في المجرى وكأنه كفن
يا لعظمة الخالق و التكوين!
كيف لا نموت من كثرة الوجع؟!
أنا لم أنده النهر كي ينسكب فوقي
من أنا لازعج النهر بنداءاتي؟؟
قد يعود قريبا قلتُ ….
وأعتذر له عن موتي في غيابه
قد يبتسم ويغسل جرحي
أو يحزن
وأتوسل إليه أن يسامحني!
…
ملمس الطحالب ذكرني بالكنزة الصوفية
التي أحاكتها لي أمي
بكمين طويلين جدا
كاحتمالين يتدليان على جانبي جسدي الهزيل
ظننت أن لا حاجة لي بطولهما
ولكن ككل الاحتمالات
كان الكمان يسعفاني في تجفيف دموعي
و أنفي…
وكنت أحيانا أحشو بهما فمي كي لا أصرخ
أليست هذه وظيفة الاحتمالات؟؟
كم بعيدة أصبحت كنزة الصوف
كم أنا بحاجة لقص هاذين الكمين
لأحرر دموعي
وأصرخ للنهر كي يأتي
وينام الى جانبي
في مجراه.
208 دقيقة واحدة