لو عشتُ حياتي من جديد،
فسأُجرّبُ في الثانيةِ
أن أَستزيدَ من الخطايا،
لن أُجرّبَ أن أتكامَل،
سأَرتاحُ أكثَر ،
سأتَشَبَعُ أكثر . مما أنا عليهِ الآنَ،
سأَخذُ الأمورَ بجدّيةٍ أقَلّ
وأَلتزمُ أقلّ بعاداتي الصحيّةِ،
سأُغامرُ أكثرَ ،
سأكثرُ من أسفاري،
سأَشهَدُ لحظاتِ غروبٍ أكثَر،
سأَصعدُ مرتفعاتٍ أكثَر،
سأسبحُ في أنهارٍ أكثَر،
سأزور من الآيس كريمِ أكثَر،
وأغرقُ في خيالاتٍ أقَّل،
فقد كنتُ ممّن يعيشُ
حياةٌ حصيفةً، حياةً خصيبةً.
في كلّ لحظةٍ من حياتي،
عشتُ، طبعاً، أوقات سعادةٍ .لكن،
لو قُدّر لي أن أعودَ
فسأُجرّبُ اللحظاتِ الحُلوةَ فقط،
إن لم تعرف ما تدلُّ عليهِ الحياةُ،
فلا تخسَرِ الآنيةَ !
كنتُ ممّن لا ينطلقون إلى مكانٍ
من غيرِ ميزانِ حرارةٍ،
من غيرِ زُجاجةِ ماءٍ حار،
من غيرِ شمسيّةٍ أو مِظلَّةٍ جوّيةٍ ،
لو قُدّرَ أَن أعيشَ من جديدٍ
فسأُجرّبُ العمَل بقدمينِ حافيتينِ
من خفقةِ الربيعِ حتى مُنتهى الخريفِ،
سأركبُ عرباتِ خيولٍ أكثَر
وأُلاعبُ أولاداً أكثَر،
سأقتنصُ حياتي .
مع أني الآن بالخامسةِ والثمانين
وأعلمُ أنّي ميتٌ…
*
من ديوان “نمور الحلم”