إن الأمر الذي جعلني أبدأ بالكتابةِ الآن هو تفكيري في وَجه الشبه الماثل بين الدانتِيل و بين تعدّد الشخوص الإنسانيّة. طفائِف اختلافاتها و جلائِل تشابُهاتها في قدرتها على تكوين وجه قِماشٍ واحدٍ يستحضر واجهةَ الإنسان الأصلية، ثم و تجمُّعها في هيئة نسِيج تملؤه ترتيبات الوقت.
أذكُر بأني قد قرأت نصًا منذُ مدّة، لشخصية تصِف المجتمع بقطعة دانتِيل . جمعٌ من ثقُوب، في صدر واحِد، في تكوينٍ واحد، تصنع كيانًا من مادّة و منفذًا لاستجداء ضوء عاتِم .. وساوَرني ذات الإعتقاد نحو مانملك من تعدُّد، أو بالأحرى ما يملكنا نحنُ من تعدُّد. تكوّن على بِناه بأننا جميعًا محض قِطع قماش ملونٌ أو أحادي، على سطَح منزل في غيّهب العالم، مُعلَّقين من رُؤوسنا أو أكتافنا، نتفَاوت في خوَامنا، و ألواننا. نُناشد عَطف الوجود، أو الماهيّة التي تشكّل أكناهنا، نحُور في أماكننا إستمنَاح غِوى التحرُّر .. نجتمع كمجمُوعة أفعال، حول ما يؤثر على فهمنا . حول ماهية الضوء الذي يمر من خِلالنا، الأمر الذي جعل من واحدنا معدُودًا يندّد، و من فُراديتنا جمعًا يثُور و يطلب، و من قلقنا أنصافًا توزَّع على شكل إنسيابات تناغِي حيّز أمكنتنا.. في سبيل التعرُّف على حقيقتنا، و القبض على إجابات الأسئلة التي تؤرّق مضاجعنا، عن جدوَانا، عن إكتفاء الوقت بالطيّ و الثني أو عدمهمَا، عن طول تعلّقنا، أو سقوطنا، أو واسِع صمودنا . عنّا نحن، عن وجُوهنا، و عن استبقاء أثرنا هذا، في محض قِطعة ملوّنة أو أُحادية، من قِماش دانتِيل.