“أُعطيك خريفاً” قصيدة لـ دا ثاو
نقلها إلى العربية بهجت عباس
أعطيك الألوان الذهبية المتألـقة للخريف،
الفصل الذي حوّل الأوراق في الغابات الخضراء،
الذي أراق دموعي لحبٍّ لم يتحقّـق،
ومزّق قلبي إلى ألوف من الأجزاء.
.
أعطيك خريفـاً
سلني أسئلـة لا تُجاب،
حول حبٍّ أوقع في حبائله حياتي البائسةَ كلَّـها،
المرارة التي شعرتُ بها طوال الليالي المظلمـة،
وجود اليوم الممل إلى يوم مقطِّب كئيب.
أعطيك خريفاً
خذ حبي الهامس الرقيق،
والكآبة العميقة التي نشترك بها معاً،
والنوباتِ الثَّمـلةَ لننسى إحساسنا بآلامنا،
والأحلامَ العِذابَ في لحظات الرقاد بين ذراعيْـكَ.
أعطيك خريفاً
وأعيش حياتي المضطربة،
زائلة، ونصفَ مليئةٍ بأصوات الابتهاج العابـر،
لأعودَ إلى شفَـقِِ عـزلتي،
وأرضى بحدود حبّي الخائب.
أعطيك خريفاً
وأضمِّـد قلبي البائس الدّامي
بنسيج الأوراق المتساقطة القادمة،
بين صفوف الأشجار برؤوسها المُشمسة
حيث قلبانا مجدولان في أيدينا المتشابكة.
أعطيك خريفاً
عند المرفأ المهجـور،
في البدر المكتمل، وفي ذكرى أيامنا الماضية،
الاشتياقات والحسرات التي تخلّلت قلبي،
الحبّ الجارف غافل عن الدنيا البائسة.
أعطيك خريفاً
إنها لحياة باردة أحياها
في لوعة الحبّ حالمة بأحلام يائسة وموحشة
لانفصال يجلب آلاماً مُـبَـرِّحـةً
وتفكيرٍ في زمهرير شتاء، بأيام كالحة كئيبة.
.
أعطيك خريفاً
اِرضَ بحبّي الذي لم يُجَب عليه،
حبّ يحقق أحلامك إلى المدى التّام،
لتواجه انفصالاً يقرره المصيـر
أرسل إليك أحلامي بحب كامل وسعيد.
أعطيك حبّي
بوعوده المنكوثـة،
لحياة متضائلة عند هذه الساعة المتأخرة
كشَعْـري الذي يكتسب لونين مُـروِّعيْـن
ذلك أنْ أتحمَّـلَـك بنهـر الحياة إلى الأبد.
*
ترجمة : د. بهجت عباس
اللوحة
قبل المورفين لـ سانتياجو روزينول