لم أحلم أبداً بأن ابنتي ستبلغ السادسة عشرة
إلى أن عادت إلى البيت ذات يوم بسيارة مليئة بالفتية
والبالونات والطعام المكسيكي الجاهز
وكعكة آيس كريم (باسكن روبنز) (*).
بعد أشهر قليلة صار لها صاحب
في قبعة بايسبول وسروال فضفاض وقرطين ذهبيين
دائريين ورأس حليق. إنهما سعيدان.
بعد دوام المدرسة ينجزان فروضهما معاً،
ممدّدين على سريرها، والباب مفتوح
إلى الحد المشروع.
كل سؤال تاريخ ينجز يستحق
قبلة. إنهما محرجان من الاسمين اللذين
اخترعاهما لبعضيهما،
من عذوبتيهما. أول المساء
يشاهدان (أم. تي. في)، يخفضان الصوت ويخطّطان للمستقبل:
الجامعة، ثم الزواج، ثم الأطفال،
ما سيأخذانه معهما – كلبه،
فأرها. أنا سعيدة من أجلهما، حتى مع أني أعرف
ما سيحدث -ـ الهدية الأخيرة، القبلة
الأخيرة، هي جاثمة على سريرها، يعميها
وجعها الشخصي الواضح. ويمكنني أن أرى بوضوح
اليوم الذي سترحل فيه، مفاتيح في علاقة،
حقيبة ترتطم برجليها.
وعندها يبدأ عمل الأمومة الحقيقي،
مهمة الانتقال إلى كل صباح، برجاء.
_____________
* سلسلة متاجر أميركية معروفة
*
ترجمة:سامر أبوهواش