في مباراة كرة القدم في الثانوية، تحسّس
الصبيان عضلاتهم الناشئة، ورطّبت البنات شفاههن
بألسنة تفوح منها العلكة، أو الكراميل،
أو القرفة. في تنانير المشجّعات التي يطوينها لتقصر
يعدن إلى بيوتهن معاً، متمرّنات على الهتافات،
وتبرز سيقانهن الطويلة العارية في العتمة.
تحت أضواء الملعب المقبّب تقف فتاة
في رداء الحفل المخملي إلى جوار السياج المعدني،
وطوق من الزهور يتدلّى بين نهديها.
أبوها الهزيل في بذلته القطن يتكئ على السياج. بينما
تتحدّث والفتى تروح تخرج قدمها وتدخلها
في خفّها الأبيض الجديد، وتمرّر أصابعها
على خصلتها الفرنسية، وعلى قرطيها اللمّاعين.
يمكن أن يكونا صاحبين في موعدهما الأول، هي
حييّة بعض الشيء، هو محاولاً التأثير عليها
بوقفته غير المبالية. هذه هي اللحظة
التي ستتعلّم فيها ما ستحبّه: ليلة دافئة،
إحساس النايلون بين فخذيها، الشعرات الناعمة
على ذراعيها تنتصب حين تمر
نسمة هواء عبر المدرّج، السيارات أُشعلت محرّكاتها
استعداداً للانطلاق، رجل ينحني عليها،
مشتماً الزهور التي حول عنقها.
*
ترجمة:سامر أبوهواش