بقعةُ دمٍ وجدتها على الحائط في بيتي،
بقعةٌ تنبضُ، كبيرةٌ وطازجة
تقول كلاماً مختلطاً
ثم تزفرُ بمللٍ وتزوم..
هذه الخريطةُ الحيةُ
من جَيْبِ أي حربٍ سقطت ؟
ردهتي العجوز
التي أكلت العناكبُ آخر ظِلَّيْنِ ارتعشا فيها،
كيف تصلحُ لألغامٍ تنهشها الرطوبةُ في الأعياد..
أو لدبابةٍ تائهةٍ تحت النافذة
أو لصاروخٍ يخشى على كفاءته كلما حلم بوردة ؟
ثم إن أسرتي قديمةٌ هنا
جاءت من المجهولِ مبكراً
قبل أن تستيقظ الأشباح
وتسرق غابتين
وتزيد الحطب تحت الحروب لتنضج..
إذن، مَن عاد اليوم ليذكرنا
بعد أن غادرتنا جلودنا
وسحقتنا الساحراتُ
وغمز الموتُ وطرقع أصابعهُ في حضننا..
الحرب تقتنص المغرور دائماً
العواصم والبنايات اللامعة
الآلهة والبحار والجبال
لكنَّ بيتنا لا يُرى
وأجسامنا بلا حرارةٍ
وتنفسنا معدوم..
فاطمئنوا
وراقبوا الأيام وهي تمر فوق رؤوسنا
ونحن قابعون تحت الخوذات
تذوقوها وشموا أريجها
واشهقوا لتسكننا
أو يربي كل واحد منا في خيالهِ
حكايةً كبيرةً
ودافئة …