راينر ماريا ريلكه – طفلةُ الرداءِ الأحمر

أحياناً.. تمشي عبرَ القريةِ مرتديةً

ردائَها الأحمرَ الصغير.

مستغرقةً -كلياً- في ضبطِ نفسِها

ورغمَ ذلك -غصباً عنها- يبدو أنها تتحركُ

حسبَ إيقاعِ حياتِها المُقبِلة.

.

تجري قليلاً، تترددُ، تتوقف،

تلتفتُ نصفَ التفاتةٍ…

وتهزُّ رأسَها أثناءَ استغراقِها في الحلم

موافقةً أو مستنكرة.

.

بعدَ ذلك.. تبدأُ بالرقصِ لخطواتٍ

تبتدُعها ثمَّ تنساها.

لا عجبَ وهيَ قد اكتشفت

أن الحياةَ تتحركُ بسرعةٍ مرعبة.

.

هيَ لا تقومُ دائماً

بالخطوِ خارجَ جسدِها الصغيرِ الذي يغلفُها.

ولكن كثيراً ما يتراقصُ ويُطقطق

كلُّ الذي تحملهُ في داخلِها.

.

إنهُ هذا الرداءَ.. هوَ الذي ستتذكرُ

لاحقاً.. أثناءَ الموتِ اللذيذ

حينَما تغدو كل حياتِها عرضةً للخطر

الرداءُ الأحمرُ الصغير سوفَ يبدو أصوبَ حينَها.

*

ترجمة: عدي الحربش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى