الشمس تنحدر، والفضاء يعتم أكثر فأكثر، كلّ دقيقة. الليل يثخن، يجرّ الأرض صوبه.
.
وإذا كان جسدي هو الأرض، فما العمل بعدُ؟ ثم ها إنني هنا، أثخنُ كلما تقدّم الليل. والقمر يمكث في السماء. جزء منّي يظلّ في الأعلى هناك. كم المسافة حتى ذلك الجزء، هناك!
.
للأرض أشياء أرضية، أرضية التكوين، متّصلة. إنها تدنو من بعضها البعض، ملتمسة الدفء في وكر أوّل، في مِذْوَد؛ تحملها دفعة من الأذرع، ثُمّ كتلة من الصنوبر. البُوَيْمات تجالس بعضها في شجرة جوفاء. ولكننا انشطرنا.
.
يحلّ الليل… فماذا بعدُ؟ شمسي ستنحدر أسفل الأرض، وتسافر وهي تئزّ على امتداد درب الظلمة السفلي المحيطية. هنالك مئة من القدّيسين المنبطحين في استرخاء، يلقون نُتَف الظلام علي الدرب…
.
في منتصف الليل سأدلف إلي الداخل، وسأستلقي علي سريري، وسيتلاشى قمري بغتة. سوف يسافر وحيداً في أرجاء الأرض المعتمة، طيلة الليل، منزلقاً عبر الأذرع الممدودة إليه… وسوف أواصل هكذا، محملقاً…
.
النائم سوف يمضي نحو العتمة القصوى. مَن الذي سيرافقه؟ سوف يلتقي بسجين آخر
في برج محصّن، لعلّه الخبّاز…
*
ترجمة: صبحي حديدي