طريقان تشعبّا في غابةٍ صفراءَ شاحبةٍ ،
وأنا ، وا أسفاه ، لم أستطع سلوكَهما معاً ،
و كمسافر وحيد
وقفت طويلاً ، أنظر إلى أحدهما إلى أبعدَ
ما استطعتُ لأعرفَ أين تعرّج في الأدغال ؛
.
وسلكتُ الآخرَ ، كان واضحاً تماماً ،
ولربّما كان أفضلَ مسلكاً ،
حيث كان العشبُ أخضرَ ومحتفظاً بحيويّـته؛
ولو أنّ الأوّلَ كان مثـلَـه أيضاً
ولكنَّ السَّيـرَ عليهما أنهكهمـا معاً.
.
وكلاهما غُطِّيَ بأوراقٍ على حدّ سواء
ذاك الصباح ، حيث لا خطوةٌ وطأتهما .
آه! أبقيتُ الأول ليوم آخَرَ !
عارفاً كيف يؤدّي طريق إلى طريق
شككت فيما لو عدتُ قطّ ُمرّة أخرى.
.
سوف أتحدّث بلهفة عن هذا هنا
في مكان ما وفي مرحلة من العمر:
طريقان تشعّبا في غابة ، وأنا —
اتّخذتُ الطريقَ الذي لم يُسلَـكْ إلاّ قليلاً ،
وهذا مـا صنع كلّ هذا الاختلاف .
*
ترجمة : د. بهجت عباس
**
يعني الشاعر هنا أن الطريق يمثّل الاختيار في الحياة ، والاختيار واحد ، فعلى الإنسان أن يختار الطريق الصحيح الذي يعرف أين يؤدّي به ، ومن هنا عليه التفكير ملياً في الاختيار. يأخذ الشاعر الطريق الثاني الذي يشعر أنه طريق حيوي ومُـغـرٍ وأنَّ سالكيه ليسوا بكُـثـ
*