لن تطيق العيش معي
لن تطيق العيش مع فتاة تحكّ بالسكين جلدها و فروة رأسها و جراحها
لن تطيق العيش مع فتاة تنسى كثيرا أين وضعت الأشياء،
تبحث عن قرطها و هو في أذنها
تبحث عن بنطالها و هو على الأرض أمامها،تدعسه ألف مرّة و هي تبحث عنه
تبحث عنك و أنت نائم فوق كتفها
و تبحث عن الشمس و هي بداخلها،
تنسى أن تغلق باب البيت و باب الثلاجة و غطاء المرحاض و سمّاعة الهاتف و أزرار قميصها..
لن تطيق العيش مع فتاة يتساقط شعرها فوق الوسادة و يتساقط عمرها فوق الطرقات
طريق المخبزة
طريق الجامعة
لا أعرف غيرهما ،لذلك لا أكره غيرهما و إذا عرفت طريقا آخر فأول ما سأفعله هو أن أكرهه،
أكره الطرقات و المسرّات و العالم و كلّ شيء يجمعني مع البشر تحت سماء واحدة،..
لن تطيق العيش مع فتاة تحمل وحوشا داخلها،
تئن طوال الليل،
تهذي،
تنادي الله بإسم لا يعرفه أحد غيرها فلا يجيبها أحد حتى الله،
حرارتي المرتفعة ليست حمى إنها الحرائق تطفو على جلدي
الدوخة التي أشعر بها ليست مرضا،
إنّهم الموتى يسعلون في قبورهم فترتجّ الأرض
إنهم الموتى يضحكون في قبورهم فترتجّ الأرض،
لن تطيق العيش مع فتاة لا تشعر بشيء إطلاقا
خالية من الفرح و الحزن و الشهوة و الحب، تُقبلها كأنّك تقبل صورة تحتفظ بها منذ السبعينات،
تحتضنها كأنّك تحتضن قطرة ماء و يتلاشى ظلها في كلّ مرة تمسك به..
ترحل دون أن تترك أي أثر،
تجمع خصلات شعرها من الوسادة و البلاط و هي تقول
“يا إلهي شعري يتساقط كثيرا”
تمسح دموعها من الجدران و المرايا، و تغسل ثيابك من رائحتها،
ثمّ تعود فيعود كل شيء كما كان
شعرها على الوسادة و البلاط
دموعها على الجدران و المرايا
و رائحتها على ثيابك
لن تطيق العيش مع فتاة رائحة حزنها لا تطاق. .
192 دقيقة واحدة