صوفيات – السعيد عبدالغني

ليس بى غيرك وكفري

ولست الأوى إليك فى نشوتى أو ألمى .

ليس بى سوى أبعادك ومفرى

ليس بى لما اشهدك سوى قلبي

ليس بى سوى قلبي .

سدى أى درب تعضد به قدمي إليك

سدى إيمانى وسدى كفري .

منعتنى وحدتك وما منعتك وحدتى

منعتنى كلك وما منعتك كلي .

أستوحش من مريدوك الكثر

وأنا المُشىء الفانى بلا شبهة إرادة أخرى فيّ .

فارقتنى ورأيتك كما كنت فى جوارى

امشِ عني .

أقسمت بوحدتك على وحدتى

أن مجاذبتي لك لألمك لا لألمى

وأن فنائي بك لوجدى لا لوجدك .

أقسمت بك يا تابو الانطولوجيا والميتافيزقيا

إن مزج تكوينى الشري من خلقى اللائذ بالتشوف للمعنى

ونزاعى معك لحجبك الشائعة والخاصة

متى تُفعِل سلطتك الكلية عليّ

وتهزم ضمى لكفرك

وتغتصب لغتى بنورك ؟

أنا قحط السائر وأنت خضاره

أنا الفاتق وأنت الفالق

أنا اللغة وأنت المعنى .

خذ كلك مني لأفنى

لتدمر الاكوان نفسها وبعضها وتفنى

خذ كلك من المجاذيب وافنى

إنها نشوة اللمس لعلتى وعلتك

لن ينزف الزمن بعدها لُحظة

وابن الالم إبليس خذ منه وجده وافنه معنا

جلدى تجعد من نورك

وجلده تجعد من نارك

فوحد انشقاقاتك يا واحد

ولا تستبقى ذرة .

سكرت وما خيّلت غيرك

وشبعت وما أظمأنى غيرك

أى تجريد لا يٌدرَك أنت ؟

أى اين يُلقى فيه كليّ بلا مقارنة ؟

أى وحدة لا تستغني عن حجبها أبدا ؟

أنا العائش على الخلق والتدمير ، لا اعرف .

اغفر لى نواي الوجداني عنك

ونزوح الغريزة نحو غيرك لا الإرادة

اغفر لى رؤيتى غيرك

وضيق قلبي عليك

وثورة يداي على وحيك

وفرط خلقي لطيفك

وانقطاعى عن نورك .

اغفر لى كوني فاطر لنفيك

ومضيع لوجدك

اغفر لى نزعى لغيبك

وهو أن المعنى والعالم على يديّ

زر الذهاب إلى الأعلى