مُنتصف الليل – مريد البرغوثي

مقطع من قصيدة (منتصف الليل)

الآن، في أرض ليست هي الأرض
أتذكّر – والمرء يتذكَّر ما لم ينسه أبداً –
أجراساً بيضاءَ
ممسوسةً بذهب الضُّحى
أم أنَّها الزهور
في حديقة البرتقال والليمون
رنّت على آذارِ أغصانِها؟
تقولُ، ما الفرقُ!
أنا سمعتُ صوتاً يلمع
جذَبني من قميص “الأول الابتدائيِّ”
ناداني وحدي إلى الحديقة الصغيرة
دخلتُ من بابها لاهياً
وفجأةً
دختُ من رائحةِ الزهور!
ولولا ذراع جدّي
سقطتُ في إغماءةٍ من لذةٍ وموت.
(هناك دائماً يدٌ لولا انتباهُها نموت!)
فضحتَنا!
أيقتلكَ البرتقالُ يا ولد؟
وقال لي/
كأنَّه قال لي:
ستعرف كيف تَعشقُ امرأةً يا ولد!
وستكتبُ شعراً كعبد الوهاب!
من هو عبد الوهاب يا جدي؟
هو مجنون القرية،
لم يفعل إلا الشعرَ،
ولم يترك إلا الشعر!
وقال لي –
كأنَّه قال لي:
لن أطمئن عليكَ أبداً!
كانت الغيوم درجاً هابطاً
من مركز السماء
كان التراب من قهوةٍ وهال.
كان المذياع الخشبيُّ أحدثَ الاختراعات،
(يذيع ما لا نفهم)
فركتُ ورقة البرتقال
بين كفّيّ
فركتها لأشمَّها كما نُصحت
وفي طريق يدي إلى أنفي
أصبحتُ لاجئاً، بلا وطن!


يمكنكم الاستماع لنقاش هذه القصيدة في حلقة بودكاست مقصودة، والاشتراك لمتابعة حلقات الإلقاء والنقاش التي تقدمها ببراعة فرح شمَّا وزينة هاشم بيك.


*نص: مريد البرغوثي
*من ديوان: منتصف الليل

زر الذهاب إلى الأعلى