-1-
الرسام يجلس بين مباني عظامه
يرسم جدران قصيدته الأزليه
الغرفة التي كُدِست فيها ذخائر الألم
الألم المستمر
مثل آثار اقدامه على الكرسي
والرفوف المغبرة
الوانه قيد العمل الدائم
تحاول استخدام طريقة نظراته في ثقب المجرة
كأنها وسيلة أخرى للتحقيق
الألم ان تتحمل عبارات وجوههم الباردة
تعيد تسوية ملامحهم بالفرشاة
دون رضوخ لمزاجيته …
او ان يشرح لنا ما تحمله اللوحة
الألم ان تكون كالبنايات المتهالكة
نسيت نفسها وهي تعبر عن الجزع بطريقتها الخاصة من دون صراخ
فيأخذ ظُلمتها عُمر يومض
وآخر يخفت
كأنه قطعة قماش مطلية بالسواد
تعبيرا عن الضجر مما يحدث به.
-2-
كنا نقضم القمر كقطعة بسكويت
معلقا في غرفة كأنها رحم ألأم
يتأرجح وسطها كجنين مشاكس
كنا نخيط الستائر لنصنع حلما من فساتينها
واغماضة عينيّ الجدّة مثل كوكب دُرّي … كنا .. وكنا ..
لم ندرك بعد أن الحلم أينما كان
هو دوامة من خلطة سحرية
بكاء وفرح…
وسط غصات من الألم
تُحلق دون تفسير
وخديعة الحياة تعلق النار
تراقص الأرواح كجذوة لا تنطفئ
بتكرار الصمت بين شفاه الأجيال
وغضب المارّة
-3-
عشت كجذع مصلوب في العراء !
أكلته الغبراء والوحدة
كشجرة وحيدة جفت اغصانها
الآن وقد ولدت قربي شجيرات أُخرى
وولد حطابون أيضاً اكثر من اي وقت مضى
أشعر بالعزلة
اشعر باللاشيء
-4-
حينما يترك رسائله على الشباك
مثل باب من الحرائق
او شيء مناقض لها
قُبلة شمس ..
كلما حاول الهروب امسكته خيوطي
كأنها شرنقة تحاول الخروج للفضاء الدامي
رسائله المتكررة أبواب..
باب مفتوح وآخر موصد
يحمل أقفالها بشفرة لا يعرفها سواه
كانها طلاسم مطمورة في الطين بحضارات منسية
كأنها ظل واحد لكل هذه الأجساد .
-5-
(حرف على شفاهٍ متيبسة)
وحين يهيلون على وجهي التراب
تعانقه أبتسامتي المتيبسة
ساخرة من تلك الدموع
بعدها …
انثر فوق قبري فتات الخبز
تتهافت عليه العصافير،
فأسمع صوتها،
ولا أشعر أني وحيدة
أتحتفي بي الحشود
وسط العتمة ام النور ؟!
لا أدري ..
بل دعني أرقد بسلام
تتراكم فوقي الثلوج بياضات مندفعة
تحتضن الجسد
ووسادتي تنطلق في وحشة الليل
كأنها غيوم حبلى
وكتل هائلة لأجساد عارية
هنا في الأسفل لا شيء سوى الوحدة
ورطوبة هزيلة ورائحة مختنقة
شجيرات جرداء
وأنا …
يختبئ في ثغري حرف بائس
كنت أود قوله بفرح عارم
…………………………………………………………
خاص_ أنطولوجي
* اللوحة للفنان التشكيلي السوري سعد يكن
.
.