قيل لي بأني أحب الحياة، دائمًا نظرتي لها بهيجة، ملوّنه بأقصى درجات الألوان المبهجة، لا أبصر في الدنيا سوءً ولا خللًا، لكن الواقع إني لا أبصرُ شيئًا، عينايَ مصنوعتانِ من الزجاج، تتدحرجان في انعكاسهما بداخلي، لذلك كانت نظرتي للحياة مشعة، بهيجة، لأني كنت أسكن النهار، الشمس هي التي تأمر رؤيتي، فهي عندما تشع، تشع داخلي.
أنا لا أعرف القمر، ولا أيقنُ بوجودهِ، لأنه لا يبث فيني شيئًا، حين يهبط تتوقف الحياة عن الحياة، تتئد الدنيا في مشيها، بل تكاد تجزيّ ما تبقى من اليوم بصعوبة. لكم هو من البؤس الشديد أن تعيش بعينين مصنوعتين من الزجاج، لأنك إما أن تختار العيش في نورٍ دائم، أو ظلامٍ متصل.
عبدالله الباحوث – السعودية