عُلبة سردينٍ لا تَتّسع لحُلم – شريف بقنة

1
نشتاق لجراحنا؛ ونسلّم أجسادنا لجلادينا..
علّنا نستعيد شغَفَ المشاعر وسَلوْى الوجع.
أخطأتنا الأقدار
و ضعَتنا في علبة سِردينٍ لا تَتّسع لحُلم،
لو أنّنا حلمنا ولم نستيقظ.. أو استيقظنا ولم نحلُم،
ليتنا اكتفينا بالحبو ولم نرتدي بزات رقص ونحن لا نعرف كيف نقِف.
ليتنا اكتفينا بالنظر الى ندباتنا دون أن تعترتينا لعنةَ الفضول وننبشُ جراحاً أغرقَتْ أسمالَنا وأغرقتنا.

2
هكذا أصبحتُ وحيداً،
أعيشُ في داخل قفَصي اللّانهائي
وحيدٌ، كنملةٍ ضلّت الطريق إلى جُحرِها
وحيدٌ، كمحاربٍ اسكندنافي مشمّرٍ فوق الجليد ولا يجِدُ من يقاتله
و مأسورٌ، كحجرٍ كريم على عنقُ ميت
و مبتورٌ، كالأصبع الكبير لطفلة
هل ندخُلُ الجنة لأننا في الجحيم!.
هكذا أصبحتُ قدّيساً،
صعلوكٌ لايحلمُ بشيء
و غايتي أن لا أ تحقّق،
أن ألحقَ بقطيعِ أيائِلٍ تطوي سهوبَ غابةٍ خَضْراء متنشّقةً رائحةَ المطَر، فقط لنشوةِ الهَرْولة
و غايتي أن لا أكون،
مثل حمامةٍ في الطوْرِ الأخير من خَلْقها
هكذا أصبحت مغفرَةً،
سَحَقني الفراغ وعُمّدتُ في ماء روحي صلاةً على إثْر صلاة
أي معصية أكثر ثواباً منها اللحظة!.
هكذا أصبحتُ خلاصاً،
و المجدُ لشمعةٍ تحترق و العار
كل العار للشمعدان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى