ثيابه ممزّقة
متدلّية كخرق
على امتداد ساقيه
مربوطة بحبل
كي يبقى في داخلها
كومة
كيس ملابس متناثرة، متّسخة
تتصاعد وتهبط أثناء نومه
وتحت المطر
أطرافه المنسولة
تتصارع من اجل الهروب من أربطتها والخيوط
الرجل الذي في داخلها
حشرة خادرة.
حوار مع الموت
جاء الموت
يُلقي نظرة أخيرة
على إنجازه
جالساً بالقرب من تابوت أبي
أصابعه على ركبتيه
مثل أي طبيب
ابتسم
قلت له:
“أخذته مبكراً”
قال:
“لم يكن ذلك سهلاً.
في كل مرة، كنت أجد حيلة أستقطبه بها
كان يفلت مني.
هذه أول مرة، أكون فيها متأكداً
أن الخلايا التي اخترتها
ستقوم بالمهمة كاملة.
سقيت كل بذرة مباركة.
كنت أزوره يومياً.
براعمي أزهرت
لكني أيقنت
أنه يستطيع اقتلاعها بفكرة صغيرة.
كل يوم كان يسرق مني
حتى أنى قبضتُ على قلبه
محاولاً إبطال النبض
بيدين سريعتين، محكمتين
لكنه كان يتسلّق فضاءه البطيء
وينتزع أصابعي واحدة واحدة.
احتججتُ قائلة:
“كان في إمكانك أن تتركه يعيش مدة أطول”
تجهّم الموت وقال:
“لا شرف لي
في أخذ روح ضعيفة
دهستها سيارة على حافة طريق
أو أصابتها رصاصة وطيّرت في الهواء ساقها،
ذلك أمر سهل وبسيط
لكن أن آخذ روحاً كبيرة
صارعتني ببراعة متراكمة
ولسنوات طويلة،
ذلك هو فنّي العظيم
كان في إمكاني أن آخذه وهو في الثلاثين
كنت أريده حينها
كنت أريده دائماً
إن قلت لكِ أني كنت على وشك اختطافه من قطار
حين كان في الثانية والأربعين أو الثالثة والأربعين
وأن لحظة صمت عابرة في إيقاعي
كانت ستنهي مطاردتي له،
ألا ترين
كم أنت محظوظة
ببقائه معك كل هذا الوقت؟
لقد تركته ينضج على شجرته
كثمرة ثقيلة
ولكن أن أنتظر انكسار ساقه
ببلوغه الثمانين او التسعين
أن انتظر تدحرجه إلى حضني كتينة ناشفة
ذلك عاري ودارى
أن آخذه في مجده
في لحظة هروبه الأشد ذكاء
ذلك مجدي”
*
ترجمة: سوزان عليوان