من هذا كان يجب البدء: السماء.
نافذة بلا إفريز، بلا إطار، بلا زجاج
فجوة ليس إلا
لكنها مشرعة برحابة
لست ملزمة بانتظار ليلة رائقة،
بأن أرفع رأسي
لأجيل النظر في السماء
السماء خلف ظهري، تحت يدي، على جفنيّ
السماء تلفني بإحكام
وتحملني من أسفل.
حتى أعلى الجبال
ليست أقرب إلى السماء
من أعمق الوديان
ليست متواجدة في مكان
أكثر من مكان آخر
الغيمة على حد سواء
كالقبر مطمورة بالسماء
الخلد مغمور
كالبومة الخافقة بجناحيها
الشيء الذي يسقط في الهاوية
يسقط من السماء في السماء.
مذرورة، سائلية، صخرية،
متأججة تبخرية،
رقع السماء، فتات السماء؛
نفثات السماء وأكداسها
السماء كلية التواجد
حتى في الظلمات تحت الجلد.
آكل السماء، أطرح السماء
أنا مصيدة في مصيدة،
ساكن مسكون،
حاضن محضون،
سؤال في الجواب على السؤال.
التقسيم إلى أرض وسماء
ليس طريقة صحيحة
للتفكير في هذا الكل
يسمح فقط بالعيش
ضمن عنوان أكثر تحديداً،
أسهل للإيجاد،
إذا ما فتش أحدهم عني.
علاماتي المميزة هي
الدهشة والقنوط.
*
ت.فهد حسين العبود
“من ديوان: النهاية والبداية”