أعتذر للصدفة، لأنني أسميها الحتمية.
أعتذر للحتمية إن كنت مع ذلك مخطئة.
لا تغضبي أيتها السعادة، لأنني أعيشك وكأنك لي.
لينس لي الأموات، أنهم بالكاد يومضون في الذاكرة.
أعتذر من الوقت لكثرة ما أغفل من العالم
في اللحظة الواحدة.
أعتذر للحب القديم، لأنني أعتبر الجديد هو الأول.
سامحيني أيتها الحروب البعيدة، لأنني أحمل الورود إلى البيت.
اغفري لي أيتها الجراح المفتوحة، وخزي بإصبعي.
أعتذر للمنادين من الهاوية، لأجل تسجيلات موسيقى الرقص.
أعتذر من الناس في المحطات، لنومي في الخامسة صباحاً.
اغفر لي أيها الأمل المقطوع، أنني أحياناً أضحك.
اغفري لي أيتها الصحارى، أنني لا أسارع بملعقة ماء.
وأنت أيها البازي، القابع من سنين، في نفس القفص،
المحدق أبداً بلا حراك في نفس النقطة،
سامحني حتى وإن كنت طائراً متخماً.
أعتذر من الشجرة المقطوعة، لأرجل الطاولة الأربع.
أعتذر من الأسئلة الكبيرة للأجوبة الصغيرة.
أيتها الحقيقة، لا تعيريني كبير انتباه.
أيها الوقار لا تؤاخذني.
تحمل ياسر الوجود، حين أستل خيوط ذيل ثوبك.
لا تحاكميني أيتها الروح، لأنني نادراً ما أمر بك.
أعتذر لكل شيء لأنني لم أستطيع أن أكون في كل مكان.
أعتذر لكل واحد لأنني لا أتقن أن أكون كل واحد
وكل واحدة.
أعرف، أنني ما دمت حية بلا شيء يشفع لي،
لأنني بنفسي أقف عقبة في طريق نفسي
لا تؤاخذني أيها الكلام، لأنني أستعير الكلمات الطنانة،
ثم أضيف إليها الصعوبة، كي تبدو خفيفة.
*
ت. فهد حسين العبود