بنيات صغيرات
نحيفات بشكل لا يصدق
حتى أن النمش يغيب في خدودهن
لا يلفتن انتباه أحد
يتنقلن في جنبات العالم
يشبهن الأب والأم
مرعوبات لهذا حقاً
من فوق الصحن
من فوق الكتاب
من أمام المرآة
يحدث أن يُخطفن إلى طروادة
للمح البصر عند علاقات الملابس الكبيرة
يتخيلن أنفسهن هيلينات جميلات
يبرزن على الأدراج الملكية
وسط تمتمات الإعجاب
وخفيف ذيول الأثواب الطويلة
يشعرن بالخفة
يدركن أن الجمال راحة
أن الكلام يلبس معنى على الشفاه
أن اللفتات الجميلة
تُوحى لا إرادياً
وجوههن الجديرة بمرافعة برلمانية
بخيلاء تبرز على أعناقهن
الجديرة بالتطويق
كستنائيو الشعر من الأفلام
أخوة الصديقات
مدرس الرسم
كلهم يخضعون لهن
بنيات صغيرات
من برج الضحك
ينظرن إلى الكارثة
بنيات صغيرات
يوزعن التحيات
في احتفال نفاق ماجن
بنيات صغيرات
خلف الخراب
وسط إكليل المدينة المحترقة
بأقراط التفجع المالئ الأسماع
شاحبات وبدون دمعة واحدة
مفعمات بالمنظر
منتشيات بالنصر
يحزنهن فقط
أنه يجب العودة
بنيات صغيرات
عائدات
*
ت.فهد حسين العبود
“من ديوان: الملح”