حبيبتي، رفيقتي!
لو أني أمتلك اليقين بأن حبي قادر
على أن ينفي من عينيك الأسى،
ويزيل من جوانحك العناء،
ولوعة القلب الكسير.
.
لو أن عزائي إكسير يسري في أوصالك
كي يحيي داخلك المهجور،
ويحيق بوصمة عار
علقت فوق جبينك،
ويداوى سقم شبابك.
.
حبيبتي، رفيقتي!
لو أني أمتلك اليقين،
لواسيتك ليل نهار،
ولأسمعتك أغنيات عذبة رقيقة،
أغنيات الربيع والحدائق والشلالات،
أغنيات القمر والنجوم وانبلاج الصباح،
ولرويت لك حواديت العشق والجمال،
وكيف يذوب الجسد البارد
لجميلات أبيّه
بحرارة حضن دافئ،
وكيف تتغير فجأة
ملامح الوجه الأليفة،
فيتوهج فورًا البِلَّوْر الشَّفَّاف لعارِض الحبيب
بالنبيذ الأرجواني،
وكيف يميل غصن الأزهار تلقائيًا
كي يمنح ذاته للبستاني،
وكيف تعبق ردهة الليل بالشَّذا،
هكذا سأغني، سأغني لك دومًا،
وأنظم الأغنيات، أنظمها دومًا لأجلك،
لكن أغنياتي ليست علاجًا لآلامك،
فاللحن ليس جرَّاحًا، وإن كان سميرًا،
والأغنية ليست مِشرَطًا، وإن كانت بلسمًا،
فيما العلاج الوحيد لسَقَمك هو المِشرَط،
وهذا المُخَلِّص السَّفَّاح لا أملكه،
لا يملكه أي كائن آخر في هذا العالم
إلاّك، إلاّك، إلاّك.