قصيدة “قبّلني” للشاعر الفرنسي جاك بريفيير، بترجمة الشاعر العراقي سامي مهدي
حدث هذا فى حى من أحياء مدينة لوميير/ حيث الظلام مطبق دائماً، ولا هواء ثمة أبداً../ وحيث الشتاء كالصيف هنا شتاء دائماً/ كانت على السلم/ هو إلى جانبها وهى إلى جانبه/ وكان ثمّة ليل، تفوح منه روائح الكبريت، لأنهم قتلوا البعوض عصراً، قالت له: ظلام ها هنا، وليس ثمّ هواء، والشتاء كالصيف شتاء دائماً، وشمس الله لا تسطع هنا فى منطقتنا، فلديها الكثير الذى تفعله فى الأحياء الغنية، فاعتصرنى بين ذراعيك، وقبّلنى، قبّلنى طويلاً، قبّلنى، فإن لم تفعل ذلك الآن، فسنكون قد تأخرنا كثيراً، وحياتنا هى الآن، هنا نمرض من كل شىء، من الحرارة…من البرودة، نتجمد، نختنق، وليس ثمّة هواء، فإذا توقفت عن تقبيلى، فيبدو لى أننى سأموت اختناقاً، عمر كل منا خمسة عشر عاماً، وعمرنا معا ثلاثون عاماً، وبهذا لم نعد طفلين، لنا من العمر ما يكفى لنعمل، ولنا ما يكفى لنتبادل القُبَل، فإن لم نفعل فسيكون قد تأخرنا كثيراً، حياتنا هى الآن، قبّلنى!
المصدر: الصراع مع الملاك – جاك بريفير، الهيئة العامة لقصور الثقافة – مصر – 1998، ترجمة: سامى مهدى