سنواتٌ عبرت ليلها الضليل
في الذاكرة،تزدحمُ الخبايا ..
كان يبدو لها مهشماً تماماً
كمرآةٍ تصدعت إثر رعشةِ حرب
كجبلٍ تشقق بعدَ هزةٍ عنيفة
كان يبدو مسّوداً وغائماً
كليلٍ شتائيٍّ طويل ..
حزنها الفائضُ عن وجع السطور
وجهها الكالحُ كعتمةٍ
في سراديب الكهوف
في كل صباحٍ .. تحاول تجميعه
تلملمُ نثاره ، المبعثرة
في أرجاء القلب
تلصقُ تفاصيله كصورةٍ ممزقةٍ
في إطارٍ من شرايين تالفة
تجوبُ النهار بهِ بصمتِ مقبرة
تذوي بلا صوتٍ .. بلا دمعٍ
كزنبقةٍ في حقلٍ
ينهشههُ عطشُ السواقي ..
تغرقُ في عَرَقِ الزجاجِ
السائل خلف المطر
في الليل ..
تأوي وحيدةً لحزنها
تتمددُ كشبحٍ فوق السرير
يتمدَّدُ التعبَ بقربها ..
كسكةٍ عبرتْ هجير السفر ..
تُفككُ قسماتِ وجهها الغائمَ
توزِّعها على مداراتِ
الألم الراعفِ منها
تُلقي به أخيراً ، في عتمةِ قلبها
يتهشَّمُ ، يتناثرُ .. رأسُها الثقيل
كصخرةٍ تدحرجت
من قمةِ جبل ..
كان يبدو مهشماً ..
ظلَّ يبدو مهشماً..
210 دقيقة واحدة