— أنتِ قطعتِ لنا خبز الصباح
وحضّرت لنا القهوة
ووزّعتِ علينا الابريق
ونظّفتِ وحكتِ
وحرّكتِ وعملتِ،
كل هذا فعلتِه بيديكِ.
.
— أنتِ غطّيتِ الحليب،
ودسستِ في جيوبنا حبّات الحلوى
ووزّعتِ علينا الجرائد
وعددت قمصاننا
وقشّرتِ حبات البطاطا،
كل هذا فعلتِه بيديك.
.
— أنتِ، في بعض الأحيان،
عندما كنا أشقياء،
كنتِ تصفعيننا على رؤوسنا.
أنتِ ربّيتنا
كنّا ثمانية،
لم يبقَ منّا سوى ستة،
كل هذا فعلتِه بيديكِ.
.
— كانت يداكِ في الدفء، وفي البرد
انهما الآن عجوزان،
اقتربت الآن من النهاية.
إننا نقف الآن هنا،
ثم نأتي إليك
نقبّل يديك ونلمسهما.
عيون في المدينة الكبيرة
.
— عندما تذهب الى عملك
في الصباح الباكر،
عندما تقف في محطة القطار
برفقة أحزانك ومشاكلك:
تريك المدينة
بريق الإسفلت،
وفي هذا التجمع البشري،
ملايين الوجوه:
عينان غريبتان، لمحة بصر سريعة،
الحاجبان، المقلتان، الجفنان. ما كان هذا؟ ربما سعادة حياتك، لكنها تمضي وتغيب، أبدا.
*
ترجمة: صباح زوين